رسالة
إلى البحر
آن لك أن
تثور
أن
تطهرنا من آثام الخديعة الكبرى
أن تغسل
نفوسنا من أدران الاغتراب
في جزائر الخوف
انتشرت
بثور خطايانا
على
أجسادنا الهشة كأيامنا
أيها
الممتد من بداية التكوين
حتى مرافىء
الحقيقة
المتوغل
في تفاصيل الأحداث
القابع
على ضفاف التاريخ
الثائر
كعنفوان الحُر
الهادىء
كأشجان المساء
لم نعرف
بعد سرّ ملوحة القهر
و جنوح مراكب الحزن إلى شواطئنا البيضاء ؟
لازال
التنين عند أبوابنا
ينفث نيران
الفجيعة
و ملامح الطغاة تنتشي
عند
اغتصاب العطر من جسد الياسمين
أي سرّ
تخفيه عنّا في أعماقك السحيقة ؟
و كنّا
نظن أنك شفيف كأحلامنا الخضراء
متوهج كمنارة كبريائنا
لم الصمت
عقيدتك
أم أن صرخات أمواجك
تبكي سفننا المترنحة
بين
جبروت الرياح العاتية
و إصرار الشراع
للعبور إلى الضفة الأخرى
بدواماتك
انسكبت حكايات العالم
قطرات .. لم تزد ملوحتك إلا مُرّا
و لم تزد
عواصفك إلا عنفا
حين دفعتنا إلى صخور اليقين
دون أن نفقه حكمة الصمود
أيها
المتربّص بنا
الرابض على قارعة الوقت البطىء
كم ابتلعت من خيباتنا
من
أفراحنا و همومنا
من سموم شقاءنا عند صراعنا الأبدي
فوق صفحتك الزرقاء .. لتحيلها حدائق دم
لازلنا
نحمل متاعنا القليل
على أكتاف أمواجك الغاضبة
الضباب يحاصرنا
نفقد بوصلتنا إلى مدائن النور
تتبعثر شظايانا في قاع ظلمتك
أعماقك تفور
.. تتخلى عن بقايانا
عن أشلاء
ماضي لم تُعمّده طهارة أنفاسك
الآن ,,
عليك أن تعلن ثورتك
لتعلمنا اعتذار
الماء عن خطيئة الظلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق