مقالات



جنون السلطة 

و أنا أرى انتفاضة الشعب المصري ضد الرئيس ( محمد مرسي ) و من قبله ضد الرئيس المخلوع ( محمد حسني مبارك ) و الذي يقبع الآن خلف غياهب السجون ..  عادت ذاكرتي للوراء لأرى مشاهد اغتيال الرئيس ( محمد أنور السادات ) و من قبله هذا الموت المفاجىء للرئيس ( جمال عبد الناصر)  و المصير الحزين للرئيس ( محمد نجيب ) الذي طواه التاريخ و المجتمع في زاوية النسيان ليقفز في عقلي مشهد مركب المحروسة و هو يبتعد عن الشواطىء المصرية حاملا ( الملك فاروق ) إلى حيث مات مسموما في منفاه .
عاد ذهني إلى الحاضر القريب و ابتعدت قليلا عن القطر المصري لأترك لعقلي انفراجة خارجية لأرى مشاهد الدماء التي تقطر من العقيد ( معمر القذافي ) و هو كالدجاجة الخائفة بين يدي الثوار من أبناء شعبه لـ مشاهد هروب ( علي زين العابدين ) خائفا مرتجفا و مطاردا من العدالة و القصاص .
لأعود لمشهد رجل لازال حديث العالم و المشنقة تلتف حول عنقه و هو يردد شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله .. هكذا كانت نهاية الرئيس ( صدام حسين ) .. للمنظر المخيف لهذا الوجه المشوّه  الذي لم أعرف صاحبه من أول وهلة ( علي عبد الله صالح ) بعد أن سقطت عليه قذيفة كادت تقتله ..  لـ ( بشار الأسد ) الذي لا زال مصيره مجهولا و هو يصارع للبقاء مضحيا بالآلاف من أبناء شعبه
نفسي تألمت كثيرا فأحببت الخروج بعيدا عن الدائرة العربية ربما أجد بعض العزاء لنفسي القلقة .. لأجدني محاصرة بالثورة الفرنسية و المصير المؤلم  للملك لويس السادس عشر و زوجته ماري انطوانيت لمشهد إعدام قيصر روسيا و عائلته و صوت طلقات الرصاص و هي تنطلق في قلب رئيس رومانيا  نيكولاي شاوشيسكو لتقفز في عقلي ذكرى اللحظات الأخيرة من حياة هتلر الذي انتحر في صمت بعد هزيمته في الحرب العالمية الثانية  فتمر بذاكرتي منظر جثة موسوليني المعلقة فيرتجف قلبي .. و مشهد وجه الرئيس الأمريكي جون كيندي ملطخا بالدماء غائرا في الصدمة .
مشاهد كثيرة مرت كالشريط السينمائي الذي يعرض في رأسي فيلما مرعبا أسمه ( نهاية حاكم )
لينتفض في عقلي هذا السؤال الشبيه بالثورة التي انطلقت في غياهب ذاكرتي المثقلة بأعباء وطن يبحث عن نفسه ؟
هل تستحق السلطة كل هذا العناء ؟؟



فروسية القلم

لطالما ظننت أن الفارس .. لا يكون فارساً إلا في  ساحات القتال .. حيث السيوف و المدافع و الدبابات .. حتى عرفت أن هناك فروسية من نوع آخر .. أكبر و أعمق و أكثر تأثيرا في النفس
ألا و هي " فروسية القلم "
القلم
هذا السلاح الذي يجول و يصول في ساحات واسعة .. فسيحة .. من الأدب و الفكر و الأخلاق  .. يحارب الأفكار الخاطئة و العقول المريضة و النفوس الرديئة بكل صلابة و جرأة المؤمن بقضيته
يحارب الكلمة بالكلمة .. الحجة بالحجة , البرهان بالبرهان
ليعطي للإنسانية درسا بليغا في كيفية الصمود أمام غزو الطاعون الفكري ...  الأشد فتكاً من المرض العضال  .. لأنه يصيب و يشوّه  و يقتل عقولا بشرية .. لتنعكس النتيجة على العالم في صورة أجيال هزيلة فكريا .. مشوّهة نفسيا .. تصبح آفة خطيرة يصعب على المجتمع معالجتها أو حتى التخلص منها ..
هذا القلم الفارس الذي يحارب بكل شجاعة .. لا يخاف في الله لومة لائم .. و لا تهزه ضربات الظهر المؤلمة .. و لا طعنات الخسة المسمومة .. لأن الحق معه يؤازره و يعطيه القوة ليكون أكثر صلابة في مواجهة تحديات لا يستطيع مواجهتها الأنسان العادي
فله رسالة و له قضية .. في سبيلها يتحمل الكثير من الأذى .. و هو ليس أقل ممن سبقوه في هذا المضمار .. ليكون في النهاية قدوة لمن آمنوا به و رفعوه إلى مكانة القديسين
إلى كل الأقلام الحرة الشريفة
إلى كل فرسان الكلمة
كونوا نبراسا لنا في عالم مشحون بالغضب و الضلال و الألم
فالعاقبة للمتقين
و لمن ثبت في ساحة المعركة بعظمة قلمه و قوة حجته



قانون عمر

كنا دائما نضحك عندما نتذكر مقولة فؤاد المهندس الخالدة عن قانون زينب .. الآن أيضا نضحك لاستبدال زينب بعمر ..
تمر الأيام و تتداول السلطات لنجد أنفسنا مرة أخرى وجها لوجه أمام قوى جديدة قديمة .. جديدة في نوعية المناصب التي تولتها بعد فترة حظر طويلة  و قديمة في تواجدها على الساحة المصرية ..  تحاول الهيمنة بقوة و سرعة على كل مؤسسات الدولة... بفرض إرادة شرعية على شعب وثق بهم لكي يعيدو الأمور لنصابها الصحيح في جو من الحرية و الإستقرار .. و ليس لفرض وصاية عليه و كأنه صبي غير مميز أو مواطن ناقص الأهلية يحتاج لمن يكون قيّما عليه و على اختياراته و تصرفاته و توجهاته !!
و الغريب أن كل من يرفض أو يعترض على هذا النهج و هذه السياسة التغولية من التيارات الإسلامية يتم إتهامه بأنه حاقد و عدو للإسلام .. فالإسلام أصبح محصورا فقط فيمن يؤيد التيارات الإسلامية للوصول للحكم حتى لو كان مطلبهم لأسباب بعيدة كل البعد عن مصلحة الوطن و المواطن
حتى لو لم يكن لبعضهم خبرة و كفاءة تؤهله لهذه المناصب الخطرة
فهم فقط من سيطبقون شرع الله و هم فقط من لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم و لا من خلفهم و غيرهم على باطل و على ضلال و حاقدون على الإسلام رغم أنهم من أهله ؟؟!! و هذه أولى الطرق للتكفير و جر أقدامنا لحرب لا ناقة لنا فيها و لا جمل سوى رغبة في حياة مستقرة في أجواء سوية و نحن نقول لا إله إلا الله و نشهد بأن سيدنا محمد رسول الله و نقيم الصلاة و نؤتي الزكاة و نصوم رمضان و نحج لبيت الله ما استطعنا سبيلا
للأسف نفس أسلوب الحزب الواطي حين حرم المواطن من أبسط حقوقه لاختيار ممثلين عنه .. حين كان يفصّل القوانين و يمررها تحقيقا لمصالح خاصة لا تمت لمصلحة الشعب بصلة
نعيش نفس مرحلة القهر و نحن  نرى إرادتنا تسلب منا بحجج لا نقتنع بها و لا نرى فيها إلا تكالب على السلطة
و قد نسى هؤلاء أن الشعب هو مصدر السلطات .. الشعب من أتى بهم إلى هذا البرلمان .. و هو القادر على إزاحتهم من كراسيهم و العبرة لمن يعتبر
قانون عمر و الذي سُنّ خصيصا لأجل اللواء عمر سليمان .. هو وصمة و ليس نعمة في جبين المجلس الموقر
فإذا كان الغرض هو حماية الثورة من قفز الفلول عليها .. فلمَ لمْ يحدث هذا من بداية توليهم مناصبهم في البرلمان و كان هناك قيادات في النظام السابق تجول و تصول في الشارع المصري و تحاول أن تطفو على السطح مرة أخرى تحت سمع و بصر البرلمان
و كنا ننادي بضرورة سن قانون العزل السياسي مرارا
لن أقول لماذا عمر سليمان بالذات لأن الهدف واضح لكل ذي عقل راشد و لا يحتاج لإجابات شافية
لكن السؤال .. لماذا نتذكر الثورة و الثوار حين يتعلق الأمر بمصلحة عليا نخشى فواتها .. و نتناساها حين لا يكون هناك خوف على مراكزنا بل نترك الأمر تدعيما للديمقراطية المزعومة التي سقطت عند الإختبار الحقيقي لتتكشف الوجوه التي تستغل الثورة للحصول علي كل مكاسبها بشكل كامل غير قابل للنقصان أو حتى المساومة
لست مع فلان ضد علان و لا مع عمر ضد الأخوان
لكني ضد تقييد إرادتنا و أن يتم تفصيل القوانين لأشخاص بعينهم فيصبح الأمر عادة علينا تقبلها طالما سكتنا أول مرة
أنا ضد أسلوب الوصاية و فرد العضلات و سياسة التكويش
و مع مصلحة الوطن العليا
للأسف كعادتنا .. ستتغلب مشاعرنا
و لن نستفيق إلا بعد ضياع مصر بسبب هذه الصراعات التي لن تصلنا إلا لطريق الندم 



سقطة حصار المحكمة الدستورية العليا

بعد حصار الطائف
و بعد حصار الفالوجة
و بعد حصار عكا
اليوم حصار المحكمة الدستورية العليا من قبل الفاتحين الجدد
لإسقاط دولة القانون .. و إعلاء دولة الإرهاب

استمرارا في مسلسل قصف القضاء المصري الشامخ و تماديا في خطة ذبح استقلاله للحيولة دون ممارسة عمله المقدس في حماية القانون و الحفاظ على دولة سيادة القانون ترسيخا لدولة الفوضى و الفتونة و لي الذراع ,,,
قام مؤيدو الرئيس ممن يؤيدون الإعلان الدستوري الديكتاتوري إلى عمل هو أقرب للإرهاب و الغوغائية منه إلى العقلانية ألا و هو حصار المحكمة الدستورية العليا و التي هي بمثابة اعلى سلطة قضائية بمصر و الرابعة على مستوى العالم في الحفاظ على الحقوق و الحريات و حصن مصر المنيع ضد انتهاك دولة القانون في مصر
و ذلك تصورا أن هذا التهديد قد يحول دون صدور أحكام بعينها في حقهم
مما قد يسن سنة سيئة في تهديد القضاء من كل مواطن أو جماعة لا تريد أحكاما إلا لصالحها .. و مما يؤكد هذا احتفاء الرئيس و جماعته بالقضاء و بالمحكمة الدستورية العليا عندما نجحته في الانتخابات الرئاسية حد تقليدها الأوسمة جزاء لنزاهتها .. و اليوم يتم إعدامها معنويا لأن أحكامها ليست على الهوى الرئاسي
و يبدو أنه لا أحد يقرأ التاريخ ليعرف أن كل رئيس حاول تطويع المحكمة الدستورية لصالحه أو تعرض للقضاء في مبدأ استقلاله إلا و خسر المعركة ووصمه التاريخ بسقطته في أوراقه التي لا ترحم أحد
عاش قضاء مصر شامخا عزيزا حصنا منيعا لمصر و شعبها
و سقط كل من نال منه في زاوية التاريخ المظلمة 



النداهة النتّية

قديما كنا نسمع عن هذه النداهة التي تغوي العابرين لتأخذهم إلى حيث المجهول .. في سكة اللاعودة
و الآن نحن أمام نداهة من نوع آخر .. نداهة صنعتها التكنولوجيا العصرية .. نداهة لها وجه مضىء و على كفها المغري أرقام و حروف .. أناملها كخيوط العنكبوت .. ما تلبث أن تتشبث بنا فلا تتركنا و إلا و قد سرقتنا عقلا و روحا .. أما أجسادنا فقد أضحت رهينة وجهها و جسدها المعدني .. فلا نفارقه إلا للضرورة القصوى
النداهة النتّية لم تكتفي بسرقة عقولنا و أرواحنا .. بل أطلقتنا في متاهات مختلفة .. تسمى منتديات .. فغرفنا من ينابيعها الحلو و المر .. و صارت كالماء و الهواء .. لا نعرف للحياة طعما بدونها
فبتنا على شفا جرف هار .. ما بين النداهة التي أخذتنا من أنفسنا لطريق اللاعودة
و ما بين حياتنا الطبيعية التي تحتاج منا الكثير من الوقت و الإهتمام و إلا أصبحنا رقما معدنيا .. على كف النداهة
و لن تنفع كل محاولات الأطباء النفسيين لعلاجنا من هذا الإدمان اللذيذ
الذي يغذي العقل و ينعش الروح بل و يطلقنا كما الأقمار في كل العالم فنعرف ما يدور هنا و هناك في أقل من دقائق .. كذلك نعرف عادات و ثقافات الشعوب الأخرى
و رغم سلبيات هذا الإدمان
و رغم انقيادنا طواعية لهذه النداهة التكنولوجية
إلا أننا .. في قرارة أنفسنا
لا نرغب بالعودة
إلى حيث كنا
قبل أن تخطفنا النداهة


أحذر .. صديقك قبل عدوك

هناك مثل يقول :
( طعنة العدو تدمي الجسد و طعنة الصديق تدمي القلب )
عندما قرأت هذا المثل الشائع تذكرت على الفور حال يوليوس قيصر روما السابق و أقوى الرجال في عهده و أكثرهم شجاعة .. حين تآمر عليه أعدائه و أغتالوه في مجلس الشيوخ سنة 44 قبل الميلاد .. في تلك اللحظة عندما توجهت له سيوف الغدر بكل قسوة و أنهالت عليه خناجر الأعداء .. فاكتشف مصدوماً أن من بين تلك الخناجر خنجر ( صديقه ) ماركوس بروتس
.. و لم يلقي بالاً بطعنات الأعداء بقدر ما أوجعته طعنة الصديق و هو ذاهل غير مستوعب للحدث الجلل و قد ترجم حزنه الشديد في بضع كلمات حملت كل معاني الصدمة و كل مرارة الدنيا تجاه غدر الصديق و قال كلمته المشهورة التي خلدها شكسبير في مسرحيته و سجلها التاريخ بحروف من دم ( حتى أنت يا بروتس )
يقول مثل آخر :
( احذر عدوك مرة و صديقك ألف مرة فإن انقلب الصديق فهو اعلم بالمضرة )
يذهلني هذا المثل الشديد الواقعية .. فالصديق بحكم قربه منك و ثقتك فيه قد يعرف عنك الكثير من الأسرار و الخفايا .. و عندما ينقلب عدو .. يستخدم كل تلك الأسرارالتي حفظها في خزائنه السرية ليحولها إلى طلقات و ذخيرة حية تفتك بك بلا رحمة
لأنك ببساطة أصبحت عدوه و ليس صديقه و ما فات قد مات
فهل حقاً ( صديق اليوم قد يكون عدو الغد ) ؟
و أخيرا أقف عند تلك المقولة التي راقتني كثيرا :
 ( الصديق المزيف كالعملة المزيفة لا تكشف إلا عند التعامل )
لكن يبقى السؤال :
هل سنتعلم من الدرس و نحذر من الصديق حتى يثبت لنا بالتعامل أنه أهل للثقة
أم سنظل نلدغ من الجحر مرات دون أن نتعلم ؟؟
  


حق التظاهر بين القبول و الرفض ؟

آثارت الأحداث الأخيرة في مصر موجة من التساؤلات عن أي مدى يكون من حق المواطن التظاهر و الإعتصام و الإضراب
و ذلك بسبب أحداث العنف التي تسبب بحدوث حرائق و تلفيات كبيرة في مؤسسات مصرية كبرى
هذا غير تدهور حالة الإقتصاد و حدوث إنشقاق في صفوف المجتمع المصري حتى بات من اللازم وجود وقفة قوية مع هذه الأحداث

مما لاشك فيه أن للمواطن الحق في التعبير عن رأيه سواء كان بالتظاهر أو الإعتصام أو الإضراب و كلها أمور ضمن الحقوق الأساسية للمواطن التي كفلها الدستور و المنصوص عليها في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان,, بشرط أن يم الأمر بشكل سلمي بعيدا عن الإضرار بالمصالح العامة و تعريض الإقتصاد للخطر و إعاقة الآخرين عن القيام بمهام حياتهم الشخصية و الوظيفية
و لكن ,, هل يوجد قانون يجرم هذه التظاهرات و الإحتجاجات
خاصة إذا خرجت عن الحدود السلمية و الطبيعية ؟

هناك مرسوم موجود بالفعل تحت رقم 14 لسنة 1910 أبان كانت مصر خاضعة للاحتلال الانجليزي وينص علي توقيع العقوبة ضد من يحرض أو يدعو للاعتصامات والوقفات الاحتجاجية والتجمهر بالحبس لمدة أقصاها سنة وغرامة تصل إلي نصف مليون جنيه وضمن حالة الطوارئ.
و حين أرادت حكومة شرف تطبيق هذا القانون دار جدلا واسعا بين مؤيد و معارض
فريق يري أنه مرسوم يقيد الحريات ولا يتفق مع نتائج الثورة العظيمة ويقلص حقاً من الحقوق الدستورية وآخر أكد أنه ضروري للخلاص من حالة الفوضي والانفلات وزيادة المطالب الفئوية التي تعوق العمل وتؤثر علي الوضع الاقتصادي العام
لهذا كان لزاما علينا أن نطرح هذا الأمر للنقاش
هل من حق المواطن التظاهر و الإحتجاج و التعبير عن رأيه بكافة الطرق بشكل مطلق و غير مقيد
أم أن للتظاهرات حدود تقف عند عدم المساس بأمن و سلامة الدولة و الأفراد و تعريض مؤسساتها للتخريب و العبث ؟ 


الصراحة و الوقاحة 

( أنا صريح و هذا أسلوبي في التعبير عن رأيي و لست مستعدا أن أفقد مصداقيتي مع نفسي  و مع الآخرين )
هذا قد يكون ردا لمن يرى نفسه صريحا حد إحراج و جرح الآخرين
فما بين الصراحة و الوقاحة شعرة
جميعنا يحاول أن لا يقطعها
فالصراحة و الصدق في التعامل هو أساس لبناء علاقات سليمة و سوية
و رغم كل الزيف و التجمّل
رغم المجاملات المنمقة و العبارات المزيّنة بإتقان
و التي قد تسعدنا و تنتشي لها نفوسنا طربا
إلا أننا في داخلنا نقدّس الصراحة و نحترم صاحبها و نجلسه على عرش قلوبنا و نحن ننحني له إعجابا
و قد نكذب و نجامل أحيانا في مواقف نجد أنفسنا فيها مجبرين على ذلك
لكننا في قرارنا نستشعر النقص و نتمنى لو كنا أكثر شجاعة في أعلان رأينا بوضوح دون تجميل أو كذب
لتظل الصراحة النقية هي الفضيلة التي نسعها إليها في دأب و حرص دون أن نتسبب في إيلام الآخرين
لكن هذه الصراحة قد تتعدى كل الخطوط و تمزق كل الأوتار الطيبة بين الأشخاص
فتصل لدرجة الوقاحة و انتقاد الآخر بكل قسوة قد تصل حد الأهانة
لكنها تظل بالنسبة لصاحبها صراحة .. يجب أن نغبطه عليها و لا نلومه
فهل يمكن أن تظل الصراحة في إطار احترام الآخر دون تسفيهه و تجريحه ؟
و هل نلقب هذا الذي أبدى رأيه بكل قسوة بالصريح ؟
هل عندما تتجاوز الصراحة الخطوط الحمراء .. تصبح وقاحة ؟


القضاء المصري المطعون

بعد أن تجاوز الشعب المصري سلسلة من الهجمات التي كانت تهدف إلى تفكيك و زعزعة المؤسسات المصرية القوية .. و بعد أن بدأ في التقاط أنفاسه استعدادا للمرحلة الأهم في تاريخه .. بتأسيس دستور جديد للبلاد يكون لبنة لبناء مصر الجديدة .. مصر ما بعد الثورة
جاءت ضربة قضية التمويل الأجنبي لتهز صورة المجلس العسكري الذي وافق على أتمام صفقة مشبوهة مع أمريكا كانت انتهاكا للسيادة المصرية و طعنة قوية للقضاء و لطمة مخزية للكرامة المصرية
صرنا نتسائل بعد هذه الفجيعة .. هل حقا تخلصنا من النظام السابق بثورة هي الأعظم في تاريخ مصر ؟
لماذا لم يكن المجلس العسكري أمينا مع الشعب ووضّح أسباب و ملابسات و خلفيات هذه الصفقة الغير طبيعية بدلا من حالة الصدمة التي يعيشها المواطن المصري بعد أن اهتزت ثقته في قيادته التي كان ينتظر منها سلوكا و مسلكا أكثرتماشيا مع الحفاظ على السيادة المصرية كاملة في ظل واقع ثوري جاء ليعبر بالبلاد إلى مستقبل الحرية و الكرامة و العدالة ؟
تساؤلات كثير يتم طرحها عن هذا الإتفاق السياسي المريب الذي انتهك سيادة مصر و ضرب استقلال قضائها في واقعة مخزية لا تليق بنا قيادة و شعبا و قضاءا
و لازال هناك صمت و تعتيم جعل الشكوك تتأجج في قلب كل مصري جرح من هذا الفعل المريب
و إن كنت أظن أن وراء هذا الصمت رغبة في تمرير الموضوع ليتم نسيانه مع الوقت كما هو حال كل الأحداث المريرة التي عشناها ثم ... يطوى الملف في زوايا النسيان المعتمة ...
إلى متى سيتم التعامل مع الشعب المصري بنفس سياسة النظام السابق ..
و إلى متى ستطوى صفحاتنا المخزية على رف التجاهل و الصمت .. حتى إشعار آخر ... ؟

 الملحدون و ضلالهم المبين

من هم الملحدون

هم الذين أنكروا وجود الخالق سبحانه وتعالى زاعمين أن الحياة لهووهراء وعبث ومتعة ولا جزاء بعدها ولا محاسبة .. بل هي الحياة الدنيا ..  وأن الدين ما هو إلا صورة من خوف الإنسان من الطبيعة وضعفه أمامها حتى أنه يفكر في غيبيات لا وجود لها لتحميه من مظاهرها وتقلباتها وما تفعلها به من رهبة وخوف
فهم لا يؤمنون بوجود شيئ إلا المادة فقط
فما يرى بالعين أويسمع بالأذن أويذاق بالفم أويلمس بالحسّ هوالموجود وغير ذلك ليس موجودا
فوسيلة المعرفة لديهم هي التجربة فقط ولا شيئ غيرها
وبناء على ذلك هم ينكرون كل ما ليس محسوسا ولا يخضع للتجربة
فهم ينكرون الإله وما يترتب على الإيمان به من إمكان النبوّة والبعث والخلود .. لأنه لا يمكن رؤيته ولا يخضع للتجربة وكثيرا ما نسمع منهم أن العالم وجد بالصدفة والطبيعة أوجدت نفسها وأن الدين يتعارض مع العلم .. لأن العلم كل ما به خاضع للتجربة

كيفية مناقشة الملحدون الماديون

بداية على من يتصدى لهؤلاء الملحدون أن يعرف أفكارهم ومبادئهم ويدرسها دراسة وافية دقيقة حتى يعلم الثغرات والأخطاء التي تشتمل عليها والتي من خلالها يمكن دحض معتقداتهم الفاسدة
كذلك من الخطأ استعمال الأدلة النقلية معهم من الكتاب والسنة .. فهم أصلا لا يؤمنون بها فكيف تكون وسيلة للجدال معهم ؟؟
لذا وجب مناقشة عقولهم بنفس طريقة تفكيرهم وأسلوب جدالهم

أضواء على أخطاء الملحدين

1)   هناك أشياء يؤمن بوجودها العلماء الماديون ويبنون عليها نظرياتهم رغم أنه لم يرها عالم واحد منهم !!! مثل الألكترونات والأثير والجاذبية .. فهل رأي هؤلاء الماديون شيئا من هذه الأمور؟ حتى يقولوا أننا لا نرى الإله فكيف نؤمن به ؟ إن معرفة الإله تكون عن طريق معرفة آثاره وأفعاله .. فالضوء مثلا لا نراه ولكن نحس آثاره .. ومن ثم فالضوء خلق من خلق الله ولا يرى .. فكيف يستبعد وجود خالق لا يرى ؟ !!
2)   يقولون أن العالم وجد بالطبيعة .. أوالطبيعة هي التي أوجدت العالم .. فالسؤال الذي نوجهه إليهم .. ما الطبيعة وما حقيقتها ؟ هل هي شيئ حيّ أم ميت .. قادر أوعاجز .. عالم أوجاهل ؟ فإن قالوا حيّ قادر عالم .. فهوالله سبحانه وتعالى .. أما غير ذلك فلا يتصور منه إيجاد أوخلق لأن فاقد الشيئ لا يعطيه ومن ثم كيف يكون لهذه الطبيعة أن تخلق وتوجد الأشياء وهي عاجزة جاهلة ميتة ؟؟
3)   يقولون كذلك أن العالم وجد بالصدفة .. وهنا نرد عليهم  .. كيف تفعل الصدفة هذا النظام العجيب المركب والمعقد وكيف تصنع هذا الترتيب والنسق الدقيق بالعالم الذي يدهش العقول ويذهل الألباب؟
كما أن ما يحدث صدفه لا يتكرّر .. ولكن هذا التكرار المتّسق المنظّم  كتعاقب الليل والنهار وتكرار دوران الشمس حول الأرض كل يوم ودورات حياة النبات والحيوان وكل شيئ حيّ .. هل يخضع للصدفة ؟
كما أنه  لولا هذا التكرار ما وجدت العلوم الطبيعيّة والرياضيّة
لهذا فإن هذا الترتيب والتعقيد والنسق والدقة لا يكون إلا من صنع إله خالق مبدع

كيف خاطب القرآن الملحدين

يخطئ كثيرون عندما يظنّوا أنّ القرآن لم يتعرّض للملحدين ولم يبيّن كيفية مخاطبتهم
بلى ..  بيّن القرآن أيضاً أنّه عند مخاطبة الملحدين وجب مخاطبة عقولهم لإثبات أن الله موجود
فآيات القرآن تدعو في مجملها إلى إعمال العقل واستخدامه للوصول إلى عظمة الله ووحدانيته
فالحقيقة التي لاشك فيها أنّ القرآن الكريم من أول صفحة فيه والى آخر صفحة، يوجه خطابه إلى العقلاء الذين لم تتحجّر عقولهم بل هم في حالة تفكّر دائم وتأمل دائم في ملكوت الله وعظمته ولم يسمحوا للكِبر أن يغشي ابصارهم، ولم يسمحوا للدنيا ان تأخذهم وتحرفهم عن جادة الصواب .
وقد وردت كلمة العقل بمرادفات عديدة مثل اللّب والفكر والفؤاد والقلب والنفس

كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(73). سورة البقرة
{إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون} الأنفال 22
( كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون ) يونس 24

كما أن الله سبحانه وتعالى خاطب المؤمنون بتوجيه الملحدين والكفّار للنظر إلى ملكوت السموات والأرض وتدبّر آياته ومعجزاته في الكون التي لا يأتيها إلا إله خالق

( وفي الأرض قطع متجاورات وجنّات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضّل بعضها على بعض في الأكل إنّ في ذلك لآيات لقوم يعقلون) الرعد 4

فالفواكه جميعها تسقى بماء واحد ومزروعة في أرض واحدة ومع ذلك تختلف وتتفاوت في الشكل والمذاق .. فمن الذي فعل هذا ؟

عندما سئل الأمام الشافعي عن الدليل على وجود الله قال (ورقة التوت) فقالوا له كيف ؟ قال : ورقة التوت طعمها ولونها وريحها وطبعها واحد فتأكلها دودة القز لتخرج البرسيم (حرير) ويأكلها النحل فيخرج العسل ويأكلها الشاة فتخرج البعر وتأكلها الظباء فتخرج المسك .. سبحان الله .. فهل الطبيعة قد تفعل هذا وحدها ؟؟

كما أن الله دعاهم للنظر في آياته في السموات والأرض وفي أنفسهم
(ومن آياته أنّك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت إنّ الذي أحياها لمحيى الموتى إنّه على كلّ شيئ قدير) 39 فصلت
(وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت وأنبتت من كلّ زوج بهيج ) 5 الحج
(ألم تر أنّ الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها) 27 فاطر

فشل مختبرات العلماء الماديين لنفي وجود الآله

ومن العجب أن محاولات موصولة بذلت في الاتجاه المعاكس الذي يستهدف إلغاء الحضور الإلهي في الكون والحياة ونفيه .. فماذا كانت النتيجة؟
خمسون عاما من الجهد اللافح في المعاهد والمختبرات العلمية السوفياتية لتمكين الإنسان من بعث الحياة في المادة العضوية (الطين اللازب)، خرج علماء الحياة بعدها وهم ينفضون أيديهم ويعلنون عن فشلهم الحاسم.
ومن قبلهم كان "ماركس" و"انجلز" قد صاغا في "المادية الديالكتيكية" نظرية المتغيّرات الكمّية التي تتحول إلى متغيّرات نوعية بعيدا عن تدخّل قوة أوإرادة فوقية، والتي جاءت المعطيات العلمية الأكثر حداثة لكي تبيّن تهافتها وعجزها، و"سخفها الطائش" إذا استعملنا عبارة سوليفان في "حدود العالم".
وفي المقابل يقوم البروفيسور البريطاني "هويل" بمشاركة بروفسور هندي في جامعة كارديف في إنكلترا، بمحاولة استغرقت عشرين عاما لفحص إمكان تخلّق الحياة في موات الوحل (
Primeval Soup) فيما أسمياه محاولة التخلّق في الفراغ (Evolution from Space)، وقالا بأنهما بدءآ المحاولة بعقلية إلحاديّة صرفة، وأن الفكرة السائدة يومها هي أن تحقيق التخلّق المذكور هو بنسبة واحد إلى عشرة في أفضل الاحتمالات. ولكنهما وجدا في نهاية المطاف أنّ النسبة تضاعفت وفق أرقام فلكيّة، وأصبحت واحدا أمامه عشرة أمامها أربعين ألف صفر.. أي إن التخلّق بدون إرادة فوقية مستحيل.. مستحيل.. فما كان منهما إلا أن يختما بحثهما بفصل يحمل عنوان الله (God).

( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت : 53.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع
دراسات في الدعوة الاسلامية
للدكتور عبد القادر سيد عبد الرؤوف
عقيدتنا
للدكتور محمد ربيع محمد جوهري

منار يوسف

 عروسة صيني

بألف جنية فقط ... فقط ... تستطيع أن تحصل على عروسة صيني بدم و لحم  ... عروسة تقوم بكل متطلبات الزوجية دون أعتراض أو نكد أو كلل ... عروسة لقطة لن تطالبك بشىء و لن يكون لها تطلعات سوى أن تكون زوجتك
هذه ليست نكته .. أنها حقيقة ستدخل حيز التنفيذ قريباً جداً .. سيكون في إمكان الشاب البسيط أن يتزوج بأقل الأمكانيات ... يا بلاش
هذه بالطبع ليست منحة صينية أو كرم من الدولة التي أغرقت الأسواق بالمنتجات الصينية المتنوعة من الأبرة للصاروخ .. لا .. بل هو غزو من نوع آخر مخطط له بعناية فائقة .. أنه أحتلال مغولي ... سلمي جداً... طويل النفس ... ستظهر نتائجة على المدى الطويل ... بعد العروسة الصينية الجاهزة و التى لن تكلف الزوج شىء سيظهر العريس الصيني اللقطة و الذي لن يتعب الزوجة بمتطلباته كما انه سيتركها على حريتها في حياتها دون أسئلة أو نكد أو تعب أعصاب .. سيكون مجرد زوج فقط  و من ثم ... ستختفي مع الوقت الهوية العربية تماما لتحل محلها سلالات من نوع جديد ... سلالات مغولية تكتسح العالم غرباً و شرقاً .. لن يكون هناك عرب أو عجم ... بل العالم كله سيكون قرية صينية ...
أحتلال غريب ... لكني أعترف أنه أفضل خطة للأستعمار الحديث
غزو الأسواق ثم غزو القلوب ثم غزو العالم بأسره
فهل سننتبه لهذا المخطط أم ننجرف خلف العروض الصينية بلا عقل لنجد أنفسنا في النهاية بلا هوية و لا وطن و لا حتى ملامح 


المرأة و القضاء

منذ فجر التاريخ و المرأة تحاول أن تنال اهتماما أكبر على الساحة الإنسانية ,, يكبر طموحها كل يوم ,, فتخترق الكثير من المجالات الصعبة ,, تتخطى الأسوار العالية بجدارة ,, و تتربع على عرش الحكمة و الذكاء كما تربعت من قبل على عرش الأنوثة و الجمال
انها لا تكتفي بالضئيل و لا تشبع بالقليل ,, تتطلع لما هو أكبر و أعمق
تبحث عن مساحة أكبر تسكب فيها إبداعها و حكمتها
و لا تزال تتخطى العقبات ,, وتذلل الصعاب لتصل إلى مبتغاها
إلى مكانة تكاد تتساوى فيها مع مكانة الرجل في المجتمع
أرادت أن تخترق مجال القضاء الذي ظل سنوات عصيا على طموحها
فهناك من أيدها و هناك من رفضها بإصرار
و اسرعت الخطى حثيثا لتحقق هدفها
فأذعنت بعض الدول العربية لرغبتها و تفهمت اسبابها  و عينتها قاضية
و وقفت دول أخرى في وجه طموحها ثم رضخت في النهاية
و لازالت بعض الدول تقف بالمرصاد لتطلعاتها الغير عادية  
بحجة ان هناك وظائف لا تصلح لها المرأة منها القضاء

فهل تصلح المرأة للعمل كقاضية
أم انها لا تصلح لهذا المنصب الحساس و الخطر



القانون لا يعرف زينب

زينب امرأة بسيطة تعمل خادمة.. ظنت أن القانون لن ينُطبق عليها عندما حققوا معها .. فرد عليها فؤاد المهندس بكلمته المشهورة  بأحد مسرحياته ( القانون لا يعرف زينب )
نعم فالكل أمام القانون سواء .. الحاكم و المحكوم .. الفقير و الغني .. الصغير و الكبير .. و لا أحد فوق القانون
أثارت محاكمة مبارك الكثير من التساؤلات حول هذا الأمر .. هل سيتم محاكمة مبارك كفرد عادي و ستطاله يد القانون أم أن المحكمة هزلية و تمثيلية لتهدأة الشارع المصري .. ؟
مبارك شخص غير عادي فرعون العصر الحديث ..  الآمر الناهي .. صاحب الهيبة و السلطان و الصولجان
 حتى أن البعض لا يصدق أن هذا الذي يحك في أنفه خلف قفص الإتهام هو مبارك بشحمه و لحمه !
و الكثير لا يتخيل أن فرعون الذي قبع على نفوسنا عقود تم رفعه من فوق كرسي العرش الملكى لسرير صحي متنقل  بين المستشفى و الزنزانة ..!!!
الكثير يتابع المحاكمة  بخوف و قلق .. تتنازعه الهواجس و الأفكار المزعجة بقوة
 الجميع خائف من أن يعرف القانون مبارك فلا يُطبق عليه
ان عين العدالة عمياء .. فالكل في نظرها سواء
و كذلك القاضي يجب أن يرى بعين العدالة التي لا ترى
فهو خليفة الله في الأرض ، في إحقاق الحق ، وإبطال الباطل ، وإيصال الحقوق إلى أصحابها
ولا ينبغي أن يأخذه الهوى ، فيقع في الجور والظلم . 
لهذا يجب أن لا يعرف القانون مبارك ولا العادلي و لا زينب و لا سوزان و لا يعرف سوى إحقاق الحق و إبطال الباطل




الشعب يزأر في وجه الفرعون

قبع الشعب تحت حكم الفراعنه آلاف السنوات .. بدءا من فراعين مصر القديمة الذين جعلوا من أنفسهم آلهة تتحكم بمصائر البلاد و العباد ..
نهاية بفراعين مصر الحديثة التي أرادت أن تمارس الفرعنة بشكل أكثر تحضرا و أكثر إسفافا و أكثر استهانة بهذا الشعب الذي يملك من العقل و الذكاء بقدر ما يملك من العاطفة و الدين بقدر ما يحمله في أعماقه من حمم تنطلق وقت اللزوم في وجه من يمس كرامته و آدميته و حقه في حياة كريمة آمنة
و يبدو أن الفرعون الأخير و الذي لم يتعظ بما آل إليه فرعون الأمس القريب ..  داعبته الأحلام في أن يعيش فرعونا و بشكل آكثر استبدادا و ديكتاتورية من سابقه لكي يتحكم في البلاد و العباد معتمدا على ما لمسه في قلوب المصريين من عاطفة شديدة نحوه جعلتهم يختارونه و هو الرجل المتدين الذي يعدهم بالجنة و الرخاء و النعيم المقيم
و على سدنته من العشيرة التي تصفق له قبل أن تعرف ما الذي سيقول .. فكلامه صدق و حديثه مقدس و أنفاسه مسك و عنبر ..
عاش الفرعون الأخير يحلم بعرش الفرعنة يوما بعد يوم .. لكنه يزعجه بعض الرعايا من السوس و العملاء و المتآمرين و الأعداء الذين يقفون له بالمرصاد عند كل محاولة لأن يكون رجلا فوق العادة و فوق البشر
و صار لا يفهم .. كيف يفعلون هذا بعد عدة شهور فقط من جلوسه على عرش الحكم و قد عاشوا لا يهتزون و لا يتحركون إلا بعد عقود من الدهر .
و لم ينتبه الفرعون و هو في غمرة زهوه و تفاخره بنفسه ..  أن الشعب لم يكن هو ذاته الذي عرفه و خبره سنوات طويلة .. لم يكن هو ذاته العبد الذليل الذي يقبل بالخنوع  و يقبّل يد سيده في كل مرة يمنحه فيها بعضا من فتاته .
لم ينتبه الفرعون أنه وعد فأخلف .. و لم يحقق مثقال ذرة من وعوده التي كان يتعطش لها الشعب ليروي بها حياته الجافة المتقشفة الظامئة لبعض قطرات من الرحمة و العدل و الحرية و الكرامة .
و لم يفق من أحلامه إلا على زئيره في الطرقات و الميادين و النجوع و القرى
و هو يذكره أنه خادم له .. عاملا عنده .. و لن يسمح له أبدا أن يكون آلهه
خرج الشعب من عرينه .. يزأر في وجه الفرعون .. أن أعرف مكانك جيدا !!!





الجواب لا يظهر من عنوانه

يقولون أن الجواب يظهر من عنوانه
و أنا أؤكد لكم أن هذه المقولة خاطئة .. و غير صحيحة بالمرة
بل هي مقولة خادعة و مضللة و سببت لنا الكثير من المشاكل وأوقعتنا في  المواقف المحرجة ..
أما ما جعلني أكفر بهذه المقولة بشكل قاطع جذري هو موقف تعلمت منه الكثير .. و أن لا أكتفي بقراة العنوان و لا أحكم على أحدهم من الظاهر .. بل أتريث حتى أقرأ المحتوى و أعرف ما خلف الأقنعة من وجوه ملونة
كان أحدهم ينشر على حائطي مدونته كل يوم .. و كنت لضيق وقتي أكتفي بقراءة العنوان و تلك الأسطر التي كُتبت بخط أدبي أنيق و هذا فقط ما كان يظهر لي من المدونة و يبقى علىّ أن أفتحها و أقرأ ما بها .
لكني كنت أكتفي بالعنوان و الأسطر الظاهرة عندي و أثني على صاحب المدونه كل الثناء على جمال التعبير و روعة الأسلوب الأدبي .. لكنه ظل ينشر كل يوم بلا توقف .. و مللت حقا من تكرار نفس الكلام كل يوم .. فتوقفت عن التعليق .. و يبدو أنه ظن أن نصوصه لم تعد تعجبني و أني لم أعد أزور المدونة فأرسل لي يطلب مني أن أختار إحدى نصوصه لكي يشارك بها في مسابقة شعرية لأنه كما يرى من كتاباتي لدي حس و تذوق أدبي كبير .. فرددت أن وقتي ضيق و صعب أن أختار بين عشرات النصوص ما يصلح للمسابقة .. فعاد يكرر طلبه بإلحاح شديد .. ووقتها لم أجد بدا من دخول المدونة .. لأكتشف ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر .. حتى خيّل لي أني دخلت موقع إباحي بكل ما في هذه الكلمة من معنى .. صور عارية و جنسية و نصوص رديئة جدا أكثر إباحية من الصور الغير أخلاقية
مدونة لا تحتاج سوى لمباحث الآداب للتحفظ عليها و على صاحبها المريض نفسيا
و هنا تذكرت نفسي و أنا أمدح في المدونة كلما نشرها عندي أي بعد كل نص فاضح يضيفه إليها .. و أنا أقول : ما هذه الروعة .. جمال ما بعده جمال .. سلم قلمك الأدبي و ذوقك الراقي
كل هذا اعتمادا على العنوان الجميل و السطور الأدبية الأنيقة التي كانت تظهر على صفحتي
و بالطبع حذفته من الصفحة و حظرته تماما من مراسلتي و أنا ألعن هذا من قال .. أن الجواب يظهر من عنوانه و الذي يبدو أنه رجل كسول لا يريد أن يفتح الجواب و يتعب نفسه بمعرفة التفاصيل  .. فصّدر إلينا كسله بتلك المقولة التي أوقعتنا في هذا الحرج .. و لا أعفي نفسي من الخطأ
فكم من نص أعجبنا عنوانه الذهبي لنكتشف أن المحتوى مصدي و متهالك و العكس صحيح


ضوابط الحرية في القانون الوضعي و القانون الآلهي


 سيظل الإنسان طوال حياته يدافع عن الثلاث مبادىء التي تشكل لبنة حياته و كينونته في المجتمع
ألا و هي .. الحرية و العدل و المساواة
حرية الفرد في بناء حياته .. في التعبير عن آرائه ,
حرية المجتمع في نشر الثقافة و تبادل الآراء و التعبير عنها بشتى السبل سواء كانت المرئية أو المسموعة أو المكتوبة و غيرها من وسائل النشر .. للنهوض بالوطن و السير قدما نحو حياة حضارية تواكب التطور
و لم تقم الثورات قديما و حديثا إلا من أجل ترسيخ هذه المبادىء التي بدونها تصبح الحياة بائسة جامدة فقيرة ,, فينتفض الناس ضد استعبادهم  فتتجدد الثورات .. كما تتجدد نواميس الطبيعة
و الحرية سواء حرية الفرد أو حرية المجتمع يجب أن يكون لها ضوابط تحكمها و إلا أصبحت معول هدم و ليست وسيلة بناء
لذا كان دور القانون الوضعي و القانون الآلهي في الحد من جموحها .. إذ لو تركت الحرية دون ضابط  لزادت المنازعات و الجرائم .. لأن النفس جبلت على الآثرة و حب الذات و تحصيل ما تشتهيه دون النظر إلى الآخر
ولو أستبد كلٌ برأيه دون قانون يوجههم ناحية صالح المجموع و إحترام حقوق و حرية الآخر .. لأصبحت حياة الفرد بوهيمية و لأضطربت حياة المجتمع فتقوم الأنانية مقام المساواة و الفوضى مقام الحرية و في ذلك انتقاض على الفطرة التي ربطت الناس بعضهم ببعض في مضمار الحياة ليتعاونوا نحو خير الإنسانية
لذا أوجد الله القانون الآلهي ليرشد الأفراد و الجماعات إلى ما فيه صلاح حياتهم في الحال و المآل بحيث يترتب على مخالفة أمره و فعل ما نهى عنه جزاء أخروي و آخر دنيوي إذا كان هناك عقوبة دنيوية تترتب على هذا الفعل الآثم
و أوجد المجتمع القانون الوضعي لحفظ كيان الجماعة و حماية الأفراد و تحقيق العدل و المساواة بينهم
و لأنه طبقا للقانون الوضعي يجب أن يحدث فعل خارجي من الفرد يتمثل في التعدي على حقوق و حريات الآخرين حتى يكون له رد عقابي تجاه هذا الفعل
لذا كانت أهمية القانون الآلهي ملحة
لأنه قانون يعني بالأخلاق و المبادىء الإنسانية و يهذب المرء نفسيا و ينمي به حب الخير و العدل و يقظة الضمير
و يوجهه نحو توثيق علاقته بأخيه الإنسان
فيحترم حقوقه
و لا يتعدى على حريته
فتستقيم حياة الفرد و المجتمع
و يسيران جنبا بجنب نحو خير الإنسان و الإنسانية

منار يوسف

 هل يصلح العقل بديلاً عن الدين ؟

لكل حاسة من حواس الإنسان وظيفة خاصة بها و مجال تعمل فيه و لا يمكن لحاسة أن تقوم مقام الأخرى أو تتعدى حدود الحاسة الأخرى
كذاك عقل الإنسان له مجاله و حدوده الذين يعمل فيه و إذا تخطى هذا المجال ضلّ و تاه عن الطريق السويّ
فعمل العقل هو أن يؤلف بين معطيات الحواس و يحلل و يركب و يخترع و يجتهد في كل العلوم .. فإذا ما فعل ذلك أنتج نظريات و ابتكارات لكنه يحتاج إلى ما يوجه أعماله هذه تجاه الخير و التعمير و ليس تجاه الشر و التدمير لذا كانت حاجة العقل للدين ملحة و ضرورية
و لأن العقول عاجزة و قاصرة و مختلفة و متفاوتة فإنها لا تستطيع أن تعرف الغيبيات أو تتكهن عن ما وراء الطبيعة من أمور مذهلة لا تفهمها
كذلك لم تستطع أن تدرك حقيقة الروح و كنة الزمان و المكان و الأمور المتعلقة بالجاذبية و الأثير
و لازال هناك الكثير من حقائق المادة يجهلها العقل تماما
و كثيرا منها يفصح عنها الدين أو يوجه الإنسان إليها عن طريق الكتب السماوية
و إذا تساءلنا عن موقف العقل من الدين و موقف الدين من العقل ؟
نقول أن الدين نزل هاديا للعقل في جميع الأمور التي لو ترك العقل و شأنه فيها ضل السبيل و تاه عن الطريق و عجز عن الوصول للحقيقة
و هذه الأمور هي : العقائد و المبادىء الأخلاقية و التشريعات
هذا لأن العقول عاجزة و قاصرة و مختلفة و متفاوتة كما وضحنا من قبل
أما الأمور المتعلقة بالطبيعة و ما فيها و المادة و الطاقة و الأمور الكونية فهى أمور أراد الدين أن يبحث فيها الانسان حتى يكتشف سنن الله الكونية و يرى صنع الله الذي أتقن كل شىء دون أن يكون الدين عائقا أمامه إلا أن يكون هدفه متجه نحو الخير و تعمير البشرية




 أزمة ثقة 

طبقا للمصادر التي انتشرت على شبكة الانترنت و التي تؤكد فوز الفريق أحمد شفيق بالرئاسة إلا أنه و بناء على ضغط من أمريكا و المجلس العسكري الذي عقد صفقة مع الإخوان بشروط معينة منها أن يظل حاضرا في المشهد السياسي بمقتضى الإعلان الدستوري المكمل الذي يضمن له التحكم في عدة وزارات و أن لا يستطيع الرئيس اتخاذ قرار إلا بعد الرجوع له و الموافقة عليه و هو يعتقد بذلك أنه يستطيع أن يتحكم في مرسي أكثر من غيره !!!
و بعد رفض الإخوان و تصعيد التهديدات بين الأثنين و قبل إعلان النتيجة بفوز الفريق شفيق وافق الإخوان و انقلبت النتيجة لصالح مرشحهم
ثم بعد ذلك حدث ما حدث و انقلب الرئيس على المجلس العسكري و أزاحه من المشهد السياسي تماما ..
و الغير مفهوم أن يثق المجلس العسكري في الإخوان و يعقد معهم الصفقات .. رغم أن التاريخ يقول و يصرخ بأن الإخوان لا عهد لهم و أنه حسبما تكون مصلحة الجماعة يكون الإخوان .. و أن مصلحة الجماعة فوق مصلحة الجميع
و قد صرّح بهذا جمال عبد الناصر و السادات من قبل
و نفس الشىء بالنسبة لهذا الخطاب الشديد الودّ بين الرئيس محمد مرسي و شيمون بيريز و الذي يقول له صديقي الوفي و صديقي العظيم و أتمنى لبلادكم الرغد .. و هو خطاب به اعتراف بدولة إسرائيل و ليس كدولة محتلة .. هو اعتراف بأن إسرائيل دولة قائمة بذاتها و ليست كيان متطفل .. مما حدى به إلى إرسال سفير اعترافا بها و كذا رسالة تكشف أن هناك صداقة وطيدة لها خلفيات لا نعرفها بين الرئيس الذي كانت جماعته تنادي على مدى عقود بطرد سفير اسرائيل و عدم الاعتراف بها كدولة .. بل كانت قضية فلسطين من القضايا التي حمتلها الجماعة على عاتقهم ليس فقط كقضية بل كمشروع إسلامي بتحرير أرض عربية من إحتلال صهيوني
و تم قتل السادات بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل !!!
و نعود لنقطة الثقة ألا و هي أن الرئيس المصري وثق بشكل كامل في صديقه الإسرائيلي و لم يتوقع أبدا أن يعرف أحد بالخطاب الودود المحمل بالمفرقعات التي انفجرت أمام الجميع .. خصوم الإخوان قبل مؤيدوهم
رغم أن التاريخ يقول و يصرخ و ينطق بندالة إسرائيل و أنها لا عهد لها و لا ثقة بها .. و أنها حسب ما تكون مصالحها تكون
فكان ما كان و استطاعت أن تجرد الرئيس الإخواني من شعبيته بنشر الرسالة العاطفية بين الرئيس و بيريز في كل أنحاء العالم
لنعود و نسأل
أين تكمن المشكلة ؟؟
في من لا يقرأون التاريخ
أم
في من يثقون في أنفسهم أكثر مما يجب
؟؟؟



ابتعد عن هؤلاء

اليأس

و تذكر أن النبى صلى الله عليه و سلم لم ييأس فى سبيل دعوته و قد لاقى فى سبيل نشرها العذاب و الألم و الأستهزاء من أقرب الناس إليه و نجح فى النهاية فى تكوين أعظم أمة على وجه الأرض .
تذكر أن معظم الناجحين و العباقرة قد لاقوا أشد المحن و أصعب الأختبارات و لم ييأسوا و كتبت أسمائهم من نور على صفحات التاريخ

الندم

لا تندم على فعل قد فعلته ثم أكتشفت أنه أضرك و لا تندم على قرار علمت فيما بعد أنه خاطىء ... و لكن أعتبر أنك كنت فى تجربة و خرجت منها بدرس لا تنساه أبدا  لتفادى الأخطاء مستقبلا و أنظر للمستقبل بأمل و لتعلم أن الأنسان لا يتعلم ببساطة و  أن كل محنة نخرج منها بعبرة و أن كل نجاح قد دفعنا ثمنه من جهدنا و ألمنا و من أخطائنا التى تعلمنا منها ....

الظلم

ما أقسى أن تشعر يوما ما أنك ظلمت أحدا و لا تجد طريقا لرد هذا الظلم و أصلاح الخطأ .... خاصة بعد أن يفون الآوان و قد زادت المسافات و كثرة الحواجز بينك و بين من ظلمته و أصبحت خطيئتك حملاً ثقيلاً على قلبك تظل تحمله مدى الحياه
فتجنب الظلم و أعلم أنك كما تدين تدان .







السقوط للهاوية
  

عندما تصبح صدمتك فيهم بحجم حبك لهم
عندما يسقطون من عينيك بنفس القوة التي  رفعتهم بها فوق عرش قلبك
عندما تحاول أن تمسحهم من عقلك فتجدهم يتعلقون بحبال ذاكرتك بإصرار
عندما تحاول أن تنسى فلا يطاوعك فكرك
عندما تحاول أن تهرب .. فلا تستطيع
عندما يلعبون دور الضحية و هم الجناة
عندما يجرحونك بقوة .. و يطعنوك في الصميم ... ثم ... يتظاهرون بالبراءة
و يتنكرون لكل ما كان لك عليهم من فضل
كنا .. نسعد معهم و بهم و نتشارك معهم كل لحظات الفرح و الألم ... نسكنهم حياتنا و قلوبنا و عقولنا ... نلفهم كالدرر حول أعناقنا... و نتباهى بهم ... نصفق لكل كلمة تخرج من شفاههم و نتخيلها زهرة من رياض الجنة
ثم ... بلحظة صدق ... تتخطى حدود الخيال لتصل لعمق الحقيقة ... يتكشّفون لنا ... نظن لبرهة أن أعيننا تخوننا أو أننا نعيش أضغاث أحلام ... لكن .. هي الحقيقة واضحة كهالة النور ... نحاول أن نطعن في صدقها ... نحاول و نحاول أن نقول لها لا .. أنتِ المزيفة و ليس هم ... لكن ... هي الحقيقة
و يتساقطون سريعاً سريعاً من عمق القلب ... من العين ... و يبقوا في الذاكرة
حتى يكون الدرس نبراساً نهتدي به في ظلمات الأيام
و حتى نتعلم أن لا نعطي من لا يستحق
و أنه ليس كل ما يلمع ذهباً



أكره السياسة


قبل سنة و نصف و قبل قيام ثورة 25 يناير المجيدة لم يكن لي أي نشاط سياسي .. بل كنت في حالة صمت في كل ما يتعلق بالسياسة رغم متابعتي لما يدور في أروقة السياسة بين الوقت و الآخر ..
و كان يحزنني ما يحدث من ممارسات سيئة للحزب الحاكم دفعت البلاد و العباد لنفق مظلم و اشتدت الحلقة ضيقا مع تدهور حالة الدولة اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا و صرنا على يقين أننا على شفا جرف هار
و أننا في انتظار القشة التي ستقصم ظهر البعير .
و جاءت القشة و انقسم ظهر البعير مع ثورة شعبية كبيرة كانت انفراجة هائلة و متنفس حقيقي بعد حالة الضيق و العسر التي عشناها أمدا طويلا
أتذكر أن شوارع الأسكندرية كانت ملتهبة تحت الأقدام الباسلة التي خرجت من كل حدب و صوب تندد بالنظام و تنادي باسقاطه و كلنا شاركنا في هذا الحدث التاريخي الذي طالما ما انتظرناه طويلا .. اتحدنا جميعنا .. لم نفكر سوى أننا مواطنين مصريين يجمعنا حب الوطن و الرغبة في التحرر من الظلم و الاستعباد .. اتحدنا في لحظة صدق تستحق أن تتوج على جبين الكرامة المصرية في صورة هي الأروع في تاريخ مصر .
و بعد أن حققنا النصر و سقط النظام .. تشتننا و تشرزمنا شيع و فرق و جماعات و أحزاب .. و بدلا من احتواء بعضنا البعض و مؤازرة بعضنا البعض سرنا في نفق أكثر ظلمة مما حاربنا للخروج منه .
صرنا نخوّن بعضنا البعض .. نطعن بعضنا البعض في وطنيتا و شرفنا حتى وصل بنا الأمر إلى حد إخراجنا من ملتنا الإسلامية ..
انكشف الوجه الآخر لنا و الذي لا يعرف من الديمقراطية و حرية الرأي سوى القشور الزائفة و أنها مجرد شعارات لا نؤمن بها
صرنا أكثر قبحا من نظام كنا نراه الأقبح على وجه الأرض
بل صرنا مجموعة أنظمة تتبني سياسة التشويه و الطعن و السبّ و القذف وكل تعديات الرأي  لمجرد وقوعنا في خلافات سياسية .
حقا لا أصدق أن يصل بنا الحال  إلى الطعن في الوطنية و الدين لمجرد أنك مع فلان و ضد علان .. لمجرد أن لك فكر مختلف و رؤية مختلفة .. لمجرد أنك صاحب عقل و ليس ببغاء
فهل هذا هو الإسلام يا من تريدون تطبيق الإسلام
أن تسب و تطعن أخاك المسلم في وطنيته أو دينه أو حريته
لمجرد أنه اختلف معك سياسيا ؟ !!
أقول لهؤلاء ارجعو لتعرفوا حقيقة الإسلام بمفاهيمه و مبادئه و أخلاقه
لأنه يبدو أنكم لا تعرفون منه غير القشور و ما يناسب أهوائكم المريضة
و بعد كل ما رأيته و ما أراه أقول بصدق
كم أكره السياسة 


ملحمة الصمت و العمل
الشعب الصيني ذلك المارد العملاق الذي خرج من عنق الزجاجة ليكتسح العالم بإنجازات و نجاحات متلاحقة أبهرت الدنيا و جعلت الجميع يصفق له إحتراماً و إعجابا ,, و ظل العلم يتسائل كيف تغلب هذا العملاق على كل ما مر به من أزمات و محن و هزائم و إنتكاسات بهذه السرعة في سنوات قليلة و هناك دول لم تستطع أن تتغلب على أزماتها عقود طويلة ؟؟!!
و قد شغفني هذا الأمر خاصة و أنا أرى هذا الزحف المستمر المتلاحق من هذا الشعب للمدن المصرية , فلم يكتفي بغزو منتجاته كل الأسواق العالمية بل زحف الشعب أيضاً إلى البلاد و الأسواق و البيوت و القلوب
و قد لاحظت شيئاً هاماً
و هو أنهم شعب لا يميل للكلام الكثير حتى مع بعضهم البعض
فقد جعلوا أعمالهم ترجمة واقعية لكل ما أرادوا قوله
فقد حولوا الألسنة إلى إيدي عاملة
و حولوا الكلمات إلى آلات منتجة
بل تحولت البيوت و الدور إلى مصانع و شركات
كل شىء يعمل ,, الآلات و الأيدي و العقول
كل شىء له ثمن و خاصة الوقت
أما نحن .... نتكلم كثيراً و نعمل قليلاً
نقدّر الكلمة و لا نقدّر المصنع و المعمل
هذه هي مأساتنا الكلام و الكسل
أما هم فيعيشون ملحمة الصمت و العمل

حديث المدينة
  كتب قبل الثورة   


حديث يتردد بين القوة و الهمس .... بين الجرأة و الحذر
حديث الشارع المصرى بكل فئاته
هو حديث السياسة
لقد تحولت الكلمات إلى طلقات مدافع أنطلقت من أفواه الجميع
الكل يتحدث و لا يتوقف
فالصمت بدأ يفقد مكانته التى سكنت و تركت بصمات على الألسنة الخائفة سنوات طويلة ...
و بدأ الناس يتكلمون فى كل مكان ... فى الجامعة فى المقاهي فى الطرقات
في وسائل المواصلات فى الأسواق ....
كل فئة تتحدث بمفهومها الذي يتناسب مع درجة ثقافتها
و لكن فى النهاية الكل غاضب و يفصح عن رأيه بالطريقة التى تتوافق مع طبيعته و نظرته للأمور و ثقافته ... ......
و هذه الظاهرة بلاشك ظاهرة صحية و أنا أعتبرها نوعاً من الثورات
فهى على أى حال أفضل بكثير من حالة الصمت و الذعر التى لازمتنا وقتاً طويلاً ... حتى لو كان الكلام خافتاً أو هامساً ... المهم أن الناس بدأت تتكلم و ربما غداً يرتفع الكلام لغضب أشد و صوت أعلى و أعمق و ربما قد يأتى بنتيجة لنصبح أحراراً .. نعم أحراراً ... من كل هذا الفساد الذى أصبح قيدا على شعب بأكمله ... على كل الكفاءات و المواهب ... على كل الشباب الذى يسعى لمستقبل أفضل ... على كل الأسر الفقيرة التى تحتاج لرعاية ..... على كل المرضى الذين يحتاجون علاجاً و يموتون من الحاجة و الأهمال .... الفساد أصبح قيدناً لا بد من كسره ....
و ربما قد آن الأوان لذلك

______________________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق