نصوص ساخرة

نصوص ساخرة


 في بيتنا " فلانتين "


الذي لم أفهمه في حياتي .. ما العلاقة التي تربط الفلانتين باللون الأحمر ؟
و لماذا اللون الأحمر بالذات ؟
و جدتها وجدتها
أقصد جارتي المسنة التي ترملت منذ زمن بعيد .. ترتدي أحمر في أحمر و متأنقة على غير العادة .. فبادرتها بكلمات الإعجاب
: يا شجرة الورد .. يا برطمان البنجر .. أيه الحلاوة دي .. عيني عليك حمرة يا طنط .. خير اللهم اجعله خير
فقالت لي بعد أن تلوّن وجهها بكل ألوان الطيف ..
: اليوم عندي فلانتين
: مش فاهمة
: عندي فلانتين
: و ده معزوم عندك بمناسبة أيه ؟
: معزوم أيه بس . اليوم عيد الحب
: و ده علاقته أيه بيكي و عرفتيه أمتى و فين ؟ أعترفي يا طنط المكان محاصر و أنتِ عارفة أنا ممكن أعمل أيه عشان تقرّي بالجريمة ؟
: يا نهار أسود جريمة أيه ؟ كان يوم مهبب يوم ما سكنت جنبكم
: كان يوم سعدك يا طنط .. و لا ناسية الكفتة اللي أكلتها لك ؟ و كوز الذرة اللي عزمتك عليه ؟ و لا عصير الطماطم اللي مغرقة نفسك به ؟
: بس بس .. حقولك .. قبل ما توصلي لحبة العنب اللي رمتيها لي من البلكونة و كل ما تزعلي مني تطلبي ردها
: ها قولي .. أنا صبري قرّب ينفذ و بعدها حطالبك بحبة العنب و الكفتة كمان و على يد محضر
: ده جارنا السيد جميل .. جاي يقوللي هابي فلانتين
: و كمان جميل !! و ليه لابسة أحمر كأنك واقعة في بير فراولة ؟
: هو ده سلو الفلانتين في بلادنا يا حبيبتي .. و أنا وطنية حتى النخاااع
: يا سلام على الوطنية يا ناس , و حضرتك أزاي تسمحي له يفلنتك معاكي و بمناسبة أيه ؟
: أيه يا منار .. أنا مليش نفس و لا أيه ؟
: لا طبعا يا طنط .. بس أنا خايفة ليكون راجل بتاع فلنتنة و بس ,, بعدها مين ممكن يتقدم لك بعد الفضيحة ؟
: فضيحة أيه الله يريحني منك .. مفيش وراكي غير الجرايم و الفضايح
و قبل ما أرد عليها كان السيد جميل يصعد الدرج و هو يسعل و يلتقط أنفاسه بصعوبه و يرتدي بدلة مدهونة بفول الصويا من أيام خماراويه و في يده دبدوب أحمر في حجم هرم سقارة
نظرت لي جارتي نظرة فهمت منها أنها تقوللي .. انسحبي , انكشحي بقى
و انسحبت طبعا من المشهد الأحمر دون أن أفهم .. ما علاقة الفلانتين باللون الأحمر ؟
انسحبت و أنا عيني حتطلع على الدبدوب و أقول في حسرة " جاتنا نيلة في حظنا الهباب "


الذي لم أفهمه في حياتي .. ما العلاقة التي تربط الفلانتين باللون الأحمر ؟
و لماذا اللون الأحمر بالذات ؟
و جدتها وجدتها
أقصد جارتي المسنة التي ترملت منذ زمن بعيد .. ترتدي أحمر في أحمر و متأنقة على غير العادة .. فبادرتها بكلمات الإعجاب
: يا شجرة الورد .. يا برطمان البنجر .. أيه الحلاوة دي .. عيني عليك حمرة يا طنط .. خير اللهم اجعله خير
فقالت لي بعد أن تلوّن وجهها بكل ألوان الطيف ..
: اليوم عندي فلانتين
: مش فاهمة
: عندي فلانتين
: و ده معزوم عندك بمناسبة أيه ؟
: معزوم أيه بس . اليوم عيد الحب
: و ده علاقته أيه بيكي و عرفتيه أمتى و فين ؟ أعترفي يا طنط المكان محاصر و أنتِ عارفة أنا ممكن أعمل أيه عشان تقرّي بالجريمة ؟
: يا نهار أسود جريمة أيه ؟ كان يوم مهبب يوم ما سكنت جنبكم
: كان يوم سعدك يا طنط .. و لا ناسية الكفتة اللي أكلتها لك ؟ و كوز الذرة اللي عزمتك عليه ؟ و لا عصير الطماطم اللي مغرقة نفسك به ؟
: بس بس .. حقولك .. قبل ما توصلي لحبة العنب اللي رمتيها لي من البلكونة و كل ما تزعلي مني تطلبي ردها
: ها قولي .. أنا صبري قرّب ينفذ و بعدها حطالبك بحبة العنب و الكفتة كمان و على يد محضر
: ده جارنا السيد جميل .. جاي يقوللي هابي فلانتين
: و كمان جميل !! و ليه لابسة أحمر كأنك واقعة في بير فراولة ؟
: هو ده سلو الفلانتين في بلادنا يا حبيبتي .. و أنا وطنية حتى النخاااع
: يا سلام على الوطنية يا ناس , و حضرتك أزاي تسمحي له يفلنتك معاكي و بمناسبة أيه ؟
: أيه يا منار .. أنا مليش نفس و لا أيه ؟
: لا طبعا يا طنط .. بس أنا خايفة ليكون راجل بتاع فلنتنة و بس ,, بعدها مين ممكن يتقدم لك بعد الفضيحة ؟
: فضيحة أيه الله يريحني منك .. مفيش وراكي غير الجرايم و الفضايح
و قبل ما أرد عليها كان السيد جميل يصعد الدرج و هو يسعل و يلتقط أنفاسه بصعوبه و يرتدي بدلة مدهونة بفول الصويا من أيام خماراويه و في يده دبدوب أحمر في حجم هرم سقارة
نظرت لي جارتي نظرة فهمت منها أنها تقوللي .. انسحبي , انكشحي بقى
و انسحبت طبعا من المشهد الأحمر دون أن أفهم .. ما علاقة الفلانتين باللون الأحمر ؟
انسحبت و أنا عيني حتطلع على الدبدوب و أقول في حسرة " جاتنا نيلة في حظنا الهباب "

**********************************************************************

هو و هي و المنتدي


المشهد الأول 

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

هو : ألوووو حبيبتي أيه رأيك نخرج النهاردة ,, نروح الشاطىء و نتفسحهي : طيب استني آخد إذن ساعتين من المنتدى هو : منتدى أيه ,, أنت استقلتي من شغلك ؟هي: لا , ده نادي على النت ,, فيه أدباء و مفكرين و ناس فاضية و ناس ضايعة و ناس بتصلّح الكون و ناس عايشة الدور !!
هو : يا سلام ,, يعني حتغيبي عنهم ساعتين بس ؟!!!هي : أنا مقدرش أغيب أكتر من كدة ,, ده أدمان يا روحي ,, و بعدين أنا كمان بدخل أفرّغ عقدي ..هو : طيب سيبك من المنتدى و قوليلي .. البحر بيفكرك بأيه ؟هي : بيفكرني بموضوع مرعب قريته في المنتدى عن الحيتان و الثعابين و أسماك القرش .هو: يا حفيظ .. أنتِ مش كنتِ بتقوليلي أن البحر بيفكرني بلون عينيكهي : الكلام ده قبل ما ادخل المنتدى ,, دلوقت مش بشوف عينيك أصلا !!!


المشهد الثاني

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

هو : شايفة القمر يا نور القمر
هي : طبعا شايفاه ,, تصدق فكرني بقصيدة قريتها في المنتدى لشاعر الحب و العواصف 
هو : قوليلي بسرعة القصيدة بتقول أيه

هي : القصيدة بتقول :

حبيبي ساكن ع القمر ... و أنا ساكن في السحاب
قلت له قرب يا قمر ... قاللى أسكت يا هباب 
عاتبته على الهجر ... أداني بالقبقاب


هو : آآآه يا ضغطي اللي بيرتفع و حيوصل القمر


المشهد الثالث 

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


هو : تعرفي أن الموج بيفكرني بتموجات شعرك الحريرهي : أنا كمان بيفكرني بعضوه في المنتدى أسمها ( همس الأمواج ) دي جنون الأمواج ,, صداع الأمواج .. مش ممكن تكون همس أبدا مفيش عندك طريقة تخلصني منها هو : يا ساتر على الشر .. مش فاهم جرى لك أيه ؟هي : ده من توابع إقامتي بالمنتدىهو : طيب أنا حافظ أغنية رومانسية تحبي أسمعها لك ؟هي : أيه ده أنت تعرف حافظ مشرف المنتدى ؟هو : لالالالالالا كدة كتير قووووي قوى .. هي : طيب استنى أقولك قصيدتي اللي حنزلها المنتدى و حيكون لك السبق أنك تسمعها مني قبل أي حد .. أسمع و ابسط يا عم و عيش الرومانسية على أصولهاهو : أيه ده هو أنتِ شاعرة و أنا معرفش و ده من أمتى ؟هى: أنا كمان مش عارفة بس همّا في المنتدى اكتشفوا مواهبي و فجروها في وش الأعضاء اللى لسه بيتعالجوا من شظايا التفجير المفاجىء ..
ربنا يشفيهم ... قول آمين 

المشهد الرابع

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


هو: طيب يلا قوليلي حاجة تفتح النفس خليني أنسى الليلة السودة دي هى : طيب يلا اسمع و اتبسط و عيش الرومانسية
الحب أنت يا معذبني 
و النظرة من عينيك ترعبني
تمشي كأهطلٌ على طرقاتي 
و تضربني بالطوب و تجرحني
ألم يأن لك أن تتعقل ؟؟
لأنك مجنون و تفزعني

هو : ياعيني على الشعر الرومانسي ... بقولك أيه ؟هي : نعم يا روحيهو : أنتِ طالق طالق طالق هي : أهىء أهى أهىء بس احنا لسه متجوزناش هو : خللى المنتدى ينفعك هي : رايح فين يا متهور أنا كنت لسه حقولك قصة الأشرار لكاتبة الحزن و الندمهو : يُمهل و لا يهملهي : طيب ارجع و أنا أقولك قصيدة البؤساء لشاعر النكدهو : ربنا ع الظالم و المفتري 

هي : هو طفش ليه بس دا أنا لقطة و مشرفة قد الدنيا و معايا أربع أوسمة من المنتدى
و الله أروح اعمل له ضبط و إحضار من محكمة المنتدى 

تمت
منار يوسف
( همس الأمواج )



 رجل فقد نفسه !!



عم سعيد جاري العزيز رجل هادىء مسالم , لا يعرف من الدنيا غير وظيفته الميري التي يتقاضى منها بضع مئات من الجنيهات و صحيفته اليومية المفضلة و قهوته التي يرتشفها على مهل شديد و هو يستمع لصوت أم كلثوم الذي كان يتسرب إلينا كل يوم عبر مذياعه العتيق فنعيش معه هذا الزمن الجميل الذي ولى و لن يعود .
لكن عم سعيد تغيّر كثيرا بعد الثورة بشكل لا يصدقه عقل مما دفعني لتسليط الضوء الأحمر و الأصفر و البرتقالي عليه بل و أضعه تحت مشرحة تحليلي النفسي و العقلي
و لأن شرفته مقابلة لشرفتي كان لي الحظ أن أتابعه عن كثب و من خلف جريدة مثقوب منتصفها و شرقها و غربها و جنوبها و شمالها
أرجوكم لا أحد يفهمني خطأ , أنا قصدي شريف و نظيف وعفيف
أنا فقد أحاول أن أفسرّ ظاهرة عمو سعيد . بعد أن أصبح رجلا فوق العادة و لم يعد هو هذا الرجل الذي نعرفه .., لا يمشي إلا و فوق كتفه علم مصر , لا يتحرك إلا بصخب .. لا يتحدث إلا بالصراخ , حتى أني أوقاتا كثيرة لا أستطيع النوم و أنا أسمعه يخطب و يتهدد و يتوعد و يصيح و يغني بلادي بلادي لك حبي و فؤادي
و طبعا كنت أظن أن الرجل يدير اجتماعات ثورية في شقته مما اضطرني لاستخدام جريدتي المثقوبة لأستطلع الموقف المريب و كانت المفاجأة .. أنه يدير اجتماعات مع نفسه و الجدران و النوافذ بعد أن هربت أفراد عائلته إلى هدوءستان .
في البداية ظننت الأمر عاديا و لم يتعد مرحلة الخطر بعد , لكن الأمر تطور عندما وجدته ذات يوم يناديني بعصبية أوقعت قلبي و قد ظننت أنه انتبه إلى جريدتي المثقوبة و قلت جالك الدمار يا مراقب الجار ..
وفوجئت به يسألني بصوت خفيض و علامات الارتباك تبدو على وجهه الشاحب
" أنتِ أيه موقفك من الثورة ؟ "
و لأني لاحظت ميوله الثورية رددت عليه بكل حماس
" الثورة يا عمو , دي حلم الشعب و أمله .. . و هي اللي رجعت للمصري كرامته جوه مصر و براها "
و لم انتبه في خضم حماسي إلا و هو يمسك بمزهرية الزرع و يوجهها ناحيتي و الشرر يتطاير من عينيه
" خاينة , عميلة , بتقبضي كام ؟ و من مين ؟ و بتدربي في أي خرابة ؟ و فين أجندتك ؟ وريني صوابعك كدة خفية ولا مكشوفة ؟ اعترفي أنت تبع الصهاينة و لا الست الأمريكانية ؟
و كانت مفاجأة لي أن الرجل الثوري يواجهني بهذه الاتهامات التي لم تخطر لي على بال , ولأنه كان ممسكا بمزهريته و يقربها ناحيتي في تحد , انطلقت أقول في غيظ :
_ "هي الصهيونية اللي جابت لنا المرار ده كله .. ما كنا قاعدين كويسين , فقرانين , مضروبين , مكتومين و حياتنا كانت زي الفل .. كان لازمتها أيه الثورة دي اللي خلتني أنا المتراية متهددة بحتة مزهرية بين أيديك "
و لم أكد أكمل جملتي حتى وجدته يرفع المزهرية وهو يهتز كزلزال قوته عشرين ريختر و هو يقول :
" آه يا فلولية .. اعترفي و قرّي و هاتي كل اللي جواكي يا حقودية .. ليه بتكرهي الثورة ؟ , مين دافع لك عشان تبيعي كرامتك و حريتك ,, أنت تبع مبارك و لا القذافي و لا الواد جمال ابن سوزان ؟ "

و لم أدر بنفسي إلا و أنا هاربة من أمامه و قد أغلقت النافذة خلفي قبل أن تصطدم بها مزهرية عم سعيد و بت ليلتي في كمد و أنا أتحسر على حال الرجل الذي استيقظ من سباته العميق على واقع جميل أسمه الثورة ليقع في كابوس مريع أسمه الانقسام , فتضاربت في عقله الرؤى و تخبطت في رأسه المعلومات و اختلطت أمامه المشاهد بعد أن تقاذفته موجات الشارع لتلقي به يمنة و يسارا , و لم يعد يدري هو مع ماذا ضد ماذا ؟ و مع من ضد من ؟ لكن كل ما يعرفه أنه يحب مصر من صميم قلبه
أغمضت عيني و أنا أسمع الصوت المتحشرج اليائس لعمو سعيد و هو يقول :
يا حبيبتي يا مصر


قراءة تفكيكية لـ :: ق ق ج ج ج 

العنوان
ملوخية بالأرانب

النص
راح .. و 
القراءة 

لأن العنوان هو المفتاح الذي سيفتح لنا مطبخ النص .. كان علينا أن نجهز " الطنجرة " و " التوابل " و كل أدوات الطبخ المعروفة
و من العنوان يتضح أننا سنكون أمام وجبة قصصية شهية جدا .. و من الآن معدتي تنتظر " الحساء الساخن " و " قطع اللحم الأبيض " المحمر بالسمن
و يبدو أن المبدع كان جائعا جدا عندما فكر في كتابة النص .. أو كان في لحظة اشتهاء شديدة لـ الملوخية بالأرانب
لا يهم .. المهم أن نعرج سريعا على النص لنرى الخلطة السرّية لهذه الوجبة النصيّة
راح ... و 

بداية يبدو لنا من هذا السرد المقتضب للقصة القصيرة جدا أننا أمام حالة إعجازية بلاغية فسيولوجية ديناميكية التهامية اشتهائية مضمخة بالأسى و الحسرة
فقد بدأ المبدع قصته بفعل ماض حزين .. راح
و بالطبع أول ما يتبادر على معدتنا .. قصدي ذهننا .. أن الأرنب راح ..
لكن لماذا راح الأرنب .. و أين راح ؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن نقف عنده لنستشف المقصد من النص
هل هرب ؟ لا أظن .. و إلا ما كان المبدع اختار هذا العنوان الذي يشير إلى أن الطبخة على حالها
هل راح لل" طنجرة "؟ ممكن أيضا .. و بذلك تكون الطبخة مازالت قائمة
هل يقصد أن قلبه هو ما راح وراء الأرنب حين سقط في الـ " طنجرة " ؟ احتمال كبير جدا .. لأن العنوان يفتح لنا دلالة على أهمية الطبخة للمبدع و التي يبدو أنه مقتولا عليها
نأتي للأمر الأخطر في النص ألا و هو حرف ( الواو ) و لأني لم أكن أعرف دلالة هذا الحرف في النصوص استعنت ببعض آراء المبدعين في الملتقى عن هذا الحرف و التي كانت بمثابة إضاءة قوية لي لفتح ما انغلق عني
*الواو التي تتسل وتزرع نفسها وجب على الكل خلعها لا حرقها .
الواو معروف عنه التبعية و مصاب بعلة فلا يستحق الا ان يكون غراب اطلال
* الواو حرف ممكن يكون متطفل
* الواو يا ما أدخلوا عليها ألف الجماعة بالخطأ فصار من المحتم خلعه
* لو تمكن الواو أن يلتف حول نفسه، لأصبح له عينان، نعم عينان تنظران

و لأني أميل إلى اعتبار أن لحرف ( الواو ) عينان تنظران لأنه التفسير الذي يتوائم و يتناسب مع النص .. بحيث يمكننا أن نفهم أن الواو كانت تنظر في " الطنجرة " و تطمع هي الأخرى بقطعة لحم ؟
فلا أتصور أن تكون " غراب بين " تتسبب في هروب الأرنب إذا افترضنا أنه هو الذي راح
و على كل .. واضح أنها " واو " مريبة و يجب حرقها و نسفها و خنقها و ذبحها و فرمها و سلخها و تعذيبها إذا ما اقتضى الأمر
و عليه .. كان على المبدع أن يتخلص منها و يكتفي بـ " راح "
و بهذا نكون قد اطمئننا أن النص في مأمن من هذا الحرف الكارثي
و نتأكد أنه إما .. الأرنب راح خارج المطبخ و هرب
أو أنه : راح داخل الطنجرة
أو أن المبدع راح في نزهة صاروخية داخل عقولنا المسكينة
و بالهناء و الشفاء 


" طز " في ضبط النفس


قابلت إحدى زميلات الدراسة صدفة و كنت وقتها في غاية العصبية بسبب اضطراري لأن أنتظر وقتا طويلا حتى يأتي دوري و أدفع ثمن مشترياتي بسبب الزحام الشديد ... و بعد الأحاديث الدافئة عن أيام الجامعة الجميلة .. عاتبتني على عصبيتي و نصحتي بضرورة ضبط النفس و إلا فإن أجهزة جسمي كلها سيصيبها التلف جراء احتراق أعصابي المستمر
و قالت لي أنصحك أن تكوني مثلي في التحكم في الأعصاب و ضبط النفس فقلت لها " أنا في طولك في عرضك في ارتفاعك علميني و خدي فيّ ثواب و الأجر عند الله "
و ذهبت في اليوم التالي للمدرسة التي تعمل فيها صديقتي مُدرّسة و جلست في آخر الصف أرى كيفية تعاملها مع التلاميذ كما طلبت
انتظرت ربع ساعة أراقب سلوك صديقتي الهادىء في التدريس و هم ينصتون لها باهتمام حتى وقف أحدهم يسأل و يستفسر عن أمر في المنهج الدراسي و طلبت منه صديقتي أن ينتظر لآخر الحصة .. لكنه عاد للأسئلة بإصرار و لم أفق من غيبوبة المشهد المتوتر إلا و صديقتي ترفع التلميذ بكلتا يديها حتى كاد أن يلتصق بسقف الحجرة و عينيه جاحظة من الرعب وسط صراخ باقي زملائه .. جريت أنقذه من بين يديها و أنا أذكرها بضبط النفس لكنها ردت عليّ بالصراخ " طز " في ضبط النفس , هؤلاء التلاميذ لا ينفع معهم غير الشدّة في التعامل و إلا فلن أستطيع السيطرة عليهم و قالت لي أن سلوكها هذا في المدرسة فقط و أنها في حياتها مثل زهرة الربيع النديّة
و عزمتني على الغداء في بيتها و جلست على طاولة الطعام مع زوجها و أبنها الصغير و لم يكن الطعام الذي قدمته يختلف عن هيئتها و طبعها و شعرت بمعدتي تستنجد بي أن أرحمها قبل أن تعلن عن تمردها أمام الجميع
و يبدو أنني لست وحدي من شعر بهذا .. فقد أعترض زوجها على الطعام و قبل أن ينهي اعتراضه كانت هي تضرب بكلتا يديها على الطاولة و هي تزبد و ترغي و تذكره بأنها مثلها مثله و هي تكشّر عن أنيابها و تتشنج و رأيت المسكين يلتصق في زاوية الغرفة و هو يرتعش و جريت أنقذه من فكها المفترس قبل أن تلتهم منه شيئا و قلت لها .. هل هذا هو ضبط النفس ؟ فقالت لي بانفعال " طز" في ضبط النفس , " رجالة متجيش غير بالعين الحمرا " لكني في المنتدى شيئا آخر .. سجلي حبيبتي و سترين كيف أتعامل مع الجميع مثل النسمة .. حتى أنهم يطلقون عليّ " فراشة المنتدى "
و سجلت في المنتدى و كانت أعصابي قد وصلت لمنتهاها مما رأيته في هذا اليوم العصيب ... و بعدما سجلت رأيت أمامي على شريط الإهداءات عبارات تهديد ووعيد و توبيخ و تعنيف لكل أعضاء المنتدى و بجانبها أسم صديقتي فدخلت صفحتها على الفور لأستطلع أمرها لأجد معرفها على يمين الصفحة أسمه " قنبلة المنتدى " أما توقيعها فكان
" طز في ضبط النفس "



منورة وزيرة " البروروم "

بمجرد ما علمت بالتعديلات الوزارية المرتقبة انتفضت كل حواسي مرة واحدة كالهزات الأرضية المباغتة و أعلنت الاستعداد التام و النفير التمام
و صرت اترقب بجانب تليفوناتي الأرضية و اللاسلكية و المحمولة المكالمة المعجزة التي ستنقلني من عالم المتاعيس المغامير إلى عالم النجومية و الشهرة و الكسل و الثراء الفاحش
سألتني إحدى صديقاتي بعد أن لاحظت قلقي الشديد :
" أنت ليه عاملة في نفسك كدة ؟ "
قلت لها منتظرة تليفون الوزارة
قالت " ليه بقى بسلامتك كنت بنيتي السد العالي و لا اكتشفت سر الأوزون و لا حتى تعرفي مصر فيها كام هرم ؟ "
قلت لها " فيها أربعة يا فالحة و الخامس حيكون أنا إن شاء الله يا عالم حقودية و محّبطية و عاملين زي الترمس في التقلية "
عدت اطمئن إلى أن تليفوناتي تعمل و الخط ساخن و ساخن جدا و قد ارتفع مؤشر توتري إلى أقصى حالاته حتى ظهر علي وجهي الأعياء الشديد وقبل أن تغرقني دوامة اليأس رن التليفون أخيرا .. رنات كانت كالموسيقى الرائعة التي رقص قلبي عليها بفرح شديد و رددت بصوت متأثر و أنا أستعد لسماع الخبر السعيد
: ألووووووووو ,, معكم منار يوسف ليسانس حقوق .. مشاغبة بدرجة مسجل خطر منتديات .. خبرة في البلاي استيشن .. معي ثلاث أوسمة سيبرية .. صاحبة أكبر إنجازات في جمع صور فريق السبايس جيرلز .. و لي انجازات تسد عين الشمس في صنع المراكب الورقية و نفخ البالونات و قدرات خارقة في تحمل رائحة الفسيخ في احتفالات شم النسيم .
فسمعت الصوت الحريمي على الطرف الآخر يقول : مبررر...
و قبل أن تكتمل هذه الكلمة التي تمنيتها سقط قلبي من الفرحة و ناديت كل أسرتي لكي يستمعوا معي الخبر السعيد و المفاجأة السارة
وعدت للرد بوقار و أنا أكتم فرحتي بصعوبة
: " أنا سمعت حاجة كدة فيها مبروك .. أيوة مبروك وزارة أيه إن شاء الله ؟ .. لا يمكن أقبل أقل من وزارة العدل أو وزارة المالية "
فرد الصوت الحريمي على الطرف الآخر : مبروك عليكِ وزارة " البروروم يا منورة " .. أنا صديقتك لمياء .. تعيشي و تاكلي غيرها يا حبيبتي
و لا أعلم بعدها لم شكل العالم تغيّر فجأة ؟ و خرجت من بيتي إنسانة أخرى تحمل في نفسها مشاعر إجرامية و في عقلها مخططات إرهابية و في يدها أدوات الفتك و القتل و الحرق و النسف و التعذيب و الشنق و قد توجهت رأسا لبيت المدعوة لمياء.. ليكون آخر إنجازاتي في الدنيا منحها لقب مرحومة بدرجة امتياز مع مرتبة الغيظ الكبرى

كانت معكم من تحت المقصلة
منورة
وزيرة البروروم

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

في بيتنا " جريمة "

أنا أكره السياسة .. هذه حقيقة
أنا أمقت الانتخابات .. هذا مؤكد
أنا سأقتل أحمد مشتاق .. هذا محتمل جدا
لحظة لحظة لحظة .. ستعلمون لم قد أفعلها و اقتل المدعو أحمد مشتاق .. خنقا أو طعنا أو سلخا
و بعدها .. شجعوني أو ...شجعوني .. أو بلّغوا عني
جاري أحمد مشتاق , غاوي انتخابات .. انتخابات أيه .. مممممممم أي انتخابات .. مجلس شعب .. نقابة محامين .. الجمعية التعاونية.. هيئة ترام اسكندرية .. رابطة مراجيح المولد ... كله ماشي .. المهم أنه يجرب الكرسي و لو مرة واحدة في حياته قبل ما يقابل وجه كريم
طيب و أنا ماااااالي .. مالي ازاي و دي تيجي ؟
بمجرد ما يرشح أستاذ أحمد نفسه في الانتخابات إلا و قد وجدتني محاصرة أرضا و بحرا و جوا .. من أقاربه و أبناءه و محاسيبه
دا غير الرسائل اللي بتنزل زي المطرررر على موبايلي المسكين
أشى تهنئة بعيد الفطر و تهنئة بعيد الربيع و تهنئة بالكريسماس و تهنئة بعيد ميلاد عم مدبولي بتاع الفول
دا غير صوره اللي بتسد عني كل منافذ الحياة و تملأ حياتي كآبه و المنتشرة مثل الجراد على الجدران و المباني و النوافذ و القفيان .. مش عارفه ليه يحب يلصق صوره على قفيان الناس ؟
و يا ريت أستاذ أحمد له أي نشاط خدمي أو اجتماعي أو ديني أو نشاط من أي نوع يجعل طموحه مشروعا
بل قلما أن تصادفه في مكان عام إلا عند اقتراب الانتخابات .. تجده يصافح و يقبّل و يعرض خدماته على الحاضر و الغائب .. فالكرسي بالنسبة له نوع من الوجاهة و المنظرة ... فقط لا غير !!
لكن ما يحدث لي شىء فظيع فظيع
إذ فجأةً أجدني و أنا ماشية في حالي اتصدم في بلدوزر ثم أسقط فوق طن أسفنج من اللحم .. و أغرق أغرق أغرق
_ أنا فين .. أنا مُت ... أنت مين يا عم ؟
_ أنا ليلى .. ليلى .. أنتِ مش عارفاني و لا أيه ؟
_ لا و الله مش آخدة بالي
_ أنا ليلى أخت أستاذ أحمد .. بقولك أيه يا أستاذة شدي حيلك معاه في الانتخابات .. أنتم زمايل يا حبيبتي .. و مش أوصيكي بقا .. سلام يا قمر
_ حاضر يا طنط .. حاضر يا صفايح الزبدة السايحة
و قبل أن أفيق من صدمة صفايح الزبدة إلا و أجدني أمام شىء لا يرى بالعين المجردة
_أزيك يا أبلة .. أنا علاء أبن أستاذ أحمد .. بابا بيسلم عليكي و بيقولك أوعي تنسي الانتخابات .. خدي يا أبلة بابا باعت لك اللحمة دي بمناسبة العيد الكبير
_ أنت يااااد .. عيد أيه .. أحنا في نوة أمشير .. تعالى هنا و ابعت اللحمة لأبوك عشان ترم عضمه و تسنده لما يسقط في الانتخابات
و بعدين بقى في جنان أستاذ أحمد ... ماما يا ماااااماااااااا
_ أيه مالك ؟ كويس أني لقيتك أنا عايزاكي في موضوع مهم
_ خير يا ماما
_ أستاذ أحمد جارنا داخل انتخابات و .... ...
_ لالالالالالا حرااااام أنا بشر يا ناااس .. طيب اعتبريني زي بنتك و ارحميني
_ أيه دا .. مالك يا بنت .. اتجننتي و لا أيه ؟
_ أنا تعبانة يا ماما تعباااانة .. و عايز أموّت حد
_ أنتِ حالتك صعبة خالص .. كل ده من المدعوق النت و قعدتك أمامه ليل نهار و الله لأقطع خبره من البيت .. أما اتصل بعمك يشوف لي حل معاك
_ ألوووو يا عمي .. أهىء أهىء .. تعالى خدني من هنا .. خدني من البيت ده .. مفيش حد هنا بيحبني .. كلهم عايزين يجننوني
_ تعالي يا منار و لا يهمك يا حبيبتي .. بيت عمك هو بيتك .. و يا ريت و أنت جاية تعدي على مكتب أستاذ أحمد و تطمنيه بخصوص الانتخابات .....
_ لالالالالالالا أنا بكرهك يا عمي .. بكرهك
_ رايحة فين يا منار
_ رايحة ارتكب جريمة يا أمي


يا صديقتي .. كفاية غسيل


أكثر ما يستفزني في هذه الحياة هؤلاء الذين يحاولون تغيير قناعاتك و نظرتك للأمور متخذين كل السبل التي تؤدي لروما .. قصدي لهدفهم
و رغم أني لست ممن يغيرون قناعاتهم بأسلوب غسيل المخ بعد طحن الأعصاب إلا أنه دائما ما أصطدم بهذه الفئة غير السوية بحياتي !!
لي صديقة إذا ما راقها أمرا فهو جميل جمال ليس له مثال و على الجميع أن يرونه بنفس نظرتها و إلا الويل ثم الويل ثم الثبووووووور
من يومين جاءتني فرحة و طلبت مني أن أذهب معها لكتابة عقد شقة لوكس في منطقة راقية على البحر مبااااشرة
و قالت أن مسافة الطريق إليها ربع ساعة بالتمام و الكمال .. استبشرت خيرا و قلبي يتوجس خيفة من سوابق صديقتي في أسلوب التهويل و التجميل و الإقناع حد الإكراه و التهديد و العنف
و ظلت طول الطريق تحدثني عن المنظر الساحر الذي تطل عليه الشقة و عن الجو الرومانتيكي في الشرفة وقت تأمل الغروب و سقوط الشمس على صفحة البحر و هي تطشششش .. و أنا أسرح معها و أتخيل المشهد الخلاب
و كيف سيؤثر بي أنا الرومانسية الحالمة فأجدني قد تهورت و اتجننت و كتبت خمسين قصيدة و عشرين خاطرة يكسروا الدنيا و لا يقعدوها
ثم فوجئت أنه قد مرّ من الوقت ساعة دون أن نصل .. لكنها طمأنتني أن السبب هو أكيد أعطال في الطريق أو تصليحات ... إلى آخره من مبررات جاهزة عندها دائما
و عندما وصلنا أخيرا و ترجلنا من السيارة وجدتني في صحراء .. أو شبه صحراء بها بعض منازل متفرقة هنا و هناك .. و سرنا مسافة ليست بالقصيرة حتى وقفنا أمام شبه بناية فوق سطح الأرض بمترين .. تطل على ترعة .. نعم ترعة
سألتها _ لسة كتير على الشقة
_ أحنا أمام العمارة
_ عمارة أيه دا يدوب مشروع طوبة في طور النمو
_ أيوة أحنا حنكتب عقد الشقة اللي لسة حتتبنى
_ طيب فين البحر ؟
_ البحر أمامك أهو
_ لا إله إلا الله .. كله من الهباب النت اللي ضرب عقلي و خلاني أشوف البحر ترعة .. بس أزاي بس يا ناااس دي ترعة ترعة .. أنا لا ممكن أكذب عيني أبدااااااا
_ يا بنتي بحر بحر بصي كويس .. أنت محتاجة نضارة يا منار
_ طيب فين الرمال و الموج .. فين الشماسي و المصيفين ؟!!
_ دا عشان احنا لسة مدخلناش في جو الصيف بكرة تلاقي المصيفين و الشماسي .. بصي يا بنتي ع المنظر التحفة ده .. ربنا ينور قلبك
_ أنا مش شايفة غير صحرا و ترعة و بعوض و مشروع طوبة .. الله يسامحك يا بعيدة و أشوفك متعلقة في صنارة صياد غشيم
و في غفلة منها ذهبت لأحد عمال البناء الموجودين .. سألته و براءة الأطفال في عيني
_ دا بحر أيه لو سمحت عشان لو حبيت أجي هنا تاني
نظر لي الرجل بفزع و قد اندفعت من عينيه نظرات تتأرجح بين الشفقة و الهلع و الحزن
_ لا حول و لا قوة إلا بالله .. بحر أيه يا أستاذة سلامة الشوف ؟
و هنا اقتربت صديقتي و الرجل يضرب كفا بكف و يتحسر على حالي و يقول :
الناس جرى لها إيه .. أنا قلت بعد الثورة الناس حالها حيتعدل مش يتقلب و تشوف الترعة بحر !!
و بسرعة سحبتني صديقتي بعيدا و هي تهمس لي أن هذا الرجل .. فلولي و عميل و لا يجب أن أصدق أكاذيبه
فلم أتمالك أعصابي و انفجرت بها في غيظ
كفاااااية يا صديقتي ... عقلي قرّب يتلف من غسيلك المستمر



حكاية خالتي " عميقة "


خالتي عميقة .. دا كان أسمها زمان قبل ما تدوبهم أربعة عسكر
أيوة خالتي دوبت أربعة عسكر دا غير الجوازات اللي قبل كدة اللي ما تتعدش .. أصل خالتي غنية و جميلة بس ملهاش حظ و كل ما تتجوز واحد يتحكم فيها و يوريها الويل .. لحد ما جه الأخير فلسها و خربها و قعد على تلها .. و خلعته يا ولداه بعد ما صرخت و ثارت و اتوسطت أمة لا إله الله أنه يعتقها هي و أولادها ... و بعدها أتقدم لها 13 عريس .. أيوة 13 عريس و بعد ما خالتي فحصت ملفاتهم و سيرة حياتهم و عملت لهم فيش و تشبيه ليكون لهم سوابق في التقليب و التأشيط ... اختارت أبو مدني و قالت يمكن يكون السعد و الخير معاه أنا و أولادي الطيبين .
و بعد ما اتجوزته يا ولداه .. أهله و عشريته اتلموا عليها و عايزين يتحكموا فيها و بقوا يقولوا عليها عميقة دي عميقة و لا حد بيقدر عليها .. و انتشرت الإشاعة في البلد .. لحد ما خالتي صدقت نفسها و عملت فيها عميقة و اتغرت على الكل .. و كل اللي يتنفس أو يتكلم معاها تقوله أخرس أنا من عيلة كبيرة و متأصلة في المعمقة .
لكن جوزها مقبلش على نفسه أنه يكون جوز الست و قال هي صدقت نفسها و لا أيه .. ده أنا اللي عملت منها عميقة عشان الكل يخاف و محدش يقرب لها غيري .
لكن خالتي عاشت في الدور و بقت تتمخطر رايحة جاية تغيظ في الكل لحد ما جوزها فاض بيه .. و قال خلاص كفاية معمقة لحد كدة . لازم تعرف حجمها كويس .. و راح عاطيها قلم فقدت فيه الذاكرة .. نسيت حتى أزواجها الأربعة و مش بس كدة .. دي بقت ماشية وراه زي ظله .. و كل ما يدخل البيت .. تغسل رجليه و تقوله .. حاضر يا سي مدني .. من عيوني يا سي مدني .. أنت تأمر و أنا أنفذ يا سي مدني .. أنت الحب الأول و الأخير يا سي مدني !!!
و سيرة خالتي بقت على كل لسان والناس بقت تعايرنا و يقولوا لنا .. روحوا شوفوا معاميق خالتكم راحت فين .. و قررنا نكشف عليها عند الدكتور .. و نطمن على معاميقها .. و لو كانت خربانة نغيرها و لا نسفرها برة تتعالج و بعد ما الدكتور كشف عليها قالنا :
_ أنا آسف .. مضطر أقولكم أن خالتكم .
_ خير يا دكتور .. خالتنا مالها .. طمنا على معاميقها أرجوك
_ خالتكم يا ولاد لا طلعت عميقة .. و لا حتى تفيدة
_ يعني أيه يا دكتور .. أحنا انضحك علينا
_ أيوة يا ولاد .. خالتكم لابسة العمة من أول جوازة
_ و العمة دي نخلعها أزي
_ بعد قرنين إن شاء الله 


 الخطط السحرية لتفسير النصوص العصيّة

أماني صديقتي حبيبتي .. أديبة كبيرة .. أيام الجامعة كانت دائما تسرح في المحاضرات و تقضيها كتابة شعر و قصص و في آخر العام يصبح على عاتقي شرح و تفسير ما جاء بالمحاضرات 
و ماله دي صديقتي حبيبتي حبيبتي حبيبتي و ياما أكلنا كشري على شاطىء البحر .. على حسابي طبعا .. لأن حضرة الأديبة الكبيرة سرحانه في ملكوت الشعراء و لا تفيق إلا ساعة الأكل ..
لكن الأمر تفاقم جدا و أصبح أكثر خطورة بعد أن عرفت صديقتي عالم النت و أقامت في المنتديات إقامة دائمة هادئة مستقرة 
و ماله أنا أحب الأدب و الأدباء .. أكتبي يا حبيبتي براحتك .. أنا أفديك الساعة لما تبقى صديقتي حبيبتي حبيبتي أديبة كبيرة .
لكن صديقتي لا تكتفي بالكتابة بل ترسل لي نصوصها لأقول رأيي فيها .. و طبعا لازم يكون رأي محترم عشان شكلها أمام الهيئات الأدبية و المجتمعات الشعرية
و الحق أني نادرا نادرا ما أفهم نصوصها .. لكن و ماله ما الكل بيكتب نصوص مشفرة .. و السعداء فقط من يفهمها 
و أنا لم أصنف نفسي يوما من سعادة السعداء المحظوظين 
المهم أنها أرسلت لي مؤخرا أحد نصوصها لأقول رأيي أو بمعنى أصح أرد الرد المعتبر المناسب لجلالتها 
و بنظرة سريعة على النص عرفت أنه من النصوص أياها و على الفور أسرعت لتنفيذ الخطة ( أ )
ووضعت النص أمامي على الطاولة ووجهت له الكشاف الضوئي بقوة 500 فولت ليكشف لي بوضوح ما خفي عني 
ثم شرّحت النص بالكامل بكل قسوة و عنف و أنا أستمتع بهذا العمل الوحشي السادي .. ووزعت كل جملة في ورقة .. ثم كل كلمة في ورقة ثم كل حرف في ورقة و أمامي قاموس ( الحلول السرية للمفردات الغبية ) لكن بلا فائدة رغم أن هذه الطريقة نجحت معي كثيرا 
لا بأس .. لنجرب الخطة ( ب ) 
و قد أصابني أعياء شديد لكنه كله يهون عشان أماني صديقتي حبيبتي حبيبتي و وضعت النص أمامي و قرأت عليه الرقية الشرعية و بخرته بالمسك و العنبر و عين العفريت و أنا أحوقل و أستغفر و أدعو الله أن ينعم علىّ بفك طلاسم النص و مفرداته العصية 
لكن حتى هذه الخطة لم تفلح
و هنا تحول الأمر بالنسبة لي لعقدة نفسيه مستعصية جعلتني افكر بقطع علاقتي بأماني .. لكن لالالا دي صديقتي حبيبتي حبيبتي 
و أسرعت لتطبيق الخطة ( ج ) و هي الإستعانة بصديق .. و أرسلت النص لإحدى صديقاتي الأديبات اللامعات و أنتظرت طويلا ردها حتى ظننت أن مكروها أصابها و قلقت كثيرا حتى جاء ردها أخيرا مفخخا باللعنات و القنابل الكلامية التي انفجرت بشخصي المسكين 
بعد أن أصابها الضغط و انفجرت مرارتها و حدث لها هلوسات سمعية و تهيؤات بصرية جراء معاركها العقلية و الفكرية مع نص أماني 
و لم يكن أمامي غير حلا واحدا بتنفيذ الخطة ( د ) .. و تهديد أماني .. أما أن تفسر لي النص أو تقطع علاقتها بي 
و المفاجأة أن أماني صديقتي حبيبتي حبيبتي حبيبتي 
عشرة عمري و رفيقة الشاطىء و الكشري 
فضلت قطع علاقتها بي ..


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

حوار مع نصّاب

كنت في حجرتي منشغلة في قراءة كتاب عندما رن جرس هاتفي و كان المتحدث على الجانب الآخر رجلا يخبرني أنه حوّل لي مبلغا من المال عن طريق الخطأ .. فأخبرته أنه لم يصلني أي رسالة تفيد التحويل فقال لي إذا وصلتك الرسالة رجاء أن تعيدي تحويل المبلغ لي فطمأنته أني سأرد له المبلغ بمجرد أن يصل لي .
ووصلتني الرسالة مباشرة بعد مكالمته و فوجئت باتصاله مرة أخرى قبل أن أركز في فحوى الرسالة و بادرت أنا بالكلام ... 
_ خلاص وصلت الرسالة و سأحّول لك المبلغ
_ لكن نظام خطي لا ينفع معه تحويل الشحن منك لي
_ خلاص أعطيني رقم أحد أقربائك لأحول له المبلغ
_ كلهم مشتركين على شركة أخرى و لن ينفع التحويل لهم
_ طيب اشتري شريحة على نظامي و شركتي و أحوّل لك المبلغ
_ لا استطيع الإنتظار أريد هذا المبلغ حالا فلقد دفعت كل ما معي
_ طيب خلاص .. ما الحل ؟ نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
_ أشتري كارت شحن بالمبلغ و أعطيني الأرقام السرية
_ و هل أنا مسؤولة عن خطأك حتى أشتري كارت خصيصا لك
ثم أن الوقت متأخر.. انتظر وقتا آخر و سأشتري الكارت وأرسل لك أرقامه
__ أرجوكي .. أنا أحتاج المبلغ حالا .
_ الحل الوحيد أن تشتري شريحة و أحوّل لك المبلغ و غير هذا لا تحدثني بشىء فلست مسؤولة عن خطأك .
و بعد أن تعب مني و يأس من قدرته على اقناعي بشراء كارت أغلق في وجهي الخط و هو يستعوض الله و يكاد أن يدعي عليّ
و ظل ضميري يؤنبني لأجله و عزمت على شراء كارت له لكن الوقت كان متأخرا و لم يكن في مقدروي الخروج
ثم انتبهت و قفزت حاستي السادسة على شكل غير متوقع .. ماذا لو كان ينصب عليّ ؟
_ أيه دا يا منار أنت دايما كدة شكاكة
_ دي مش أول مرة أتعرض فيها لمحاولة نصب
_ لكن أنت في بيتك و حجرتك .. النصاب حيدخل لك من الموبايل ؟
_ و ليه لاء .. الأيام دي كل شىء جايز و ممكن ينزل لي حرامي من الحنفية .. عادي يعني .. نشوف الرسالة
و قرأت الرسالة جيدا فوجدتها مرسلة من خط موبايل عادي و ليس خط الشركة .. بعدها ارتفع مؤشر شكوكي خمسين مترا فوق سطح القلب
فجربت أن أستعلم عن رصيدي لأكتشف أنه كما هو و لم يتم تحويل لي جنيه واحد !!
و هنا ابتسمت و تأكدت أني كدت أن أقع ضحية نصّاب و تخيلت شكلي و أنا أبكي و أقول .. آأأآه يا فلوسي .. يا شماتة خصومي فيّا ..
بقى أنا يتنصب عليّا و أنا قاعدة في حجرتي كافية خيري شري
صحيح يا ولاد .. قليل البخت يطلع له النصاب في الموبايل نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



 مدمنة فيس بوك



سألتني صديقتي مدمنة الفيس بوك بعد أن قرأنا سويا خبرا مفاده أنه سيتم قطع خدمة موقع الفيس بوك عن مصر
_ ما الحل إذا ما حلّت هذه المصيبة ؟
قلت لها " نعود كما كنا قبل اختراع الفيس بوك .. ألسنا كنا أحياء نرزق "
فردت و هي تبحلق في وجهي : من قال أننا كنا أحياء ؟
فسألتها بفزع " هل تعنين أننا .. لالالالا تقولي أرجوك .. لا أتحمل فكرة أن أكون شبح "
فقالت بتأفف من حالي التعس : لقد كنا أحياء أموات !!!
فانتفضت قائلة " أرجوكِ أرجوكِ .. لا تصدميني في حقيقتي .. أعلم أن مصاصوا الدماء خدعة سينمائية لتسويق الخوف إلى شعوب العالم .. فلا تقولي لي أنه قد مص دمي أحدهم غير الجزار و البقال و السباك و موظف الشهر العقاري "
فتململت في جلستها بعد أن ضاق صدرها مني و قالت : 
هل كنت تحلمين أن تجدي صندوق الأحلام ؟
فدنوت منها في فرح " ماذا .. و هل وجدتيه أنتِ دون أن تخبريني ؟ دليني عليه أنا بعرضك أنا بقصرك "
فاعتدلت و هي تهمس لي : يا بنتي ركزي معايا أنا بتكلم عن الفيس بوك .
فسألتها : و لماذا تهمسين لي .. و ما به الفيس بوك حتى تهمسين لي .. ؟
و يبدو أني بدأت أخرجها عن شعورها فانفجرت بي قائلة : " الفيس بوك حيتقفل يا منار .. يعني لا فيه دردشة و لا فانز و لا كومينت و لا بوست و لا لاااااااااااااااايك "
فشهقت قائلة " ماذا .. دردشة و لايك على الفيس بوك ؟ أين كنت أنا و كل هذا يحدث ؟ "
و بدأت صديقتي تذرف الدموع و هي تتخيل حالها بدون الفيس بوك .. بدون دردشة و بوست و لااااااااايك
و أنا أربت على كتفها و أهدىء من روعها و أواسيها : الفيس بوك لو اتقفل بعد الذي عرفته .. أوعدك أني سأقود ثورة نتيّة عنيفة رهيبة فظيعة .. على الظلم و الأفترى
كله إلا اللاااااااااااايك و الشوق الشوق .. و البوست البوست

منّورة مدير عام

الله حارسني و صاينّي
بعد أن طرأت على حالتي الوظيفية تغييرات جوهرية كان لابد من تسجيلها و توثيقها في كروت دعايتي
ذهبت إلى المطبعة لطبع كروت جديدة تتناسب مع الوضع الجديد
فسألني صاحب المطبعة " خير يا أستاذة حنضيف أيه المرة دي ؟"
قلت له : أكتب مدير عام
فشهق الرجل من المفاجأة و قال : " ما شاء الله ما شاء الله .. مدير عام مرة واحدة !!! "
قلت له : " و أنا شوية في البلد دي .. خلّص الكروت بسرعة عشان ألحق أوزعها على الأحباب و الأقارب و الجيران و الموكلين . و يا ريت تكبّر حجمها خمس ست سبع مرات .. عشان تملا العين و الأنف و الأذن و الحنجرة و تكيد الأعادي .. آه الأعادي ."
و خرجت من عنده و أنا أفكر بمسؤولياتي الجديدة بعد أن أصبحت مدير عام .. و لأول مرة في حياتي أطلب فنجان قهوة و أنا جالسة بغرفة المحامين .. أضع ساق على ساق و لم لا ؟ .. فأنا لم أرى في حياتي مسؤول متواضع أو يشرب الكولا و لا الكركديه ..
و صرت أثرثر على غير عادتي و أتكلم عن الإدارة و مسؤولياتها و المشاكل و المشاغل التي استجدت على حياتي فأرهقتني و أتعبتني و أطارت النوم من عيني .
كنت أحتسي القهوة على مهل و كأن ذهني مثقلا بأعباء العالم .. بينما كنت ألعن في سري كل مسؤول شرب أمامي القهوة ووضع معدتي في هذه الحالة .. فلم أكره في حياتي مثل رائحتها و مذاقها .. لكن لا يهم .. الحياة تضحيات و أنا لازم أضحي من أجل وضعي و برستيجي الجديد
سألتني زميلتي : " أيه يا منار حكاية الإدارة .. أنت خلاص حتتركي المحاماة ؟ "
قلت لها : " فال الله و لا فالك .. دا منصب جالي لحد عندي .. أرفضه و لا أرفضه ؟ !! أرزاق بقى تقولي أيه .. و أوعي تقهري نفسك .. صحتك بالدنيا يا حبيبتي "
كنت أحدثها و أنا أخمّس في وجهها و أقول النهاردة الخميس الساعة خمسة و اليوم الخامس في الشهر الخامس .. يا ناس يا شر كفاية قرّ
و يبدو أن تصرفاتي الفجائية الغريبة لفتت نظر زميلاتي فاقتربن مني و قد أحرقهن الفضول ليعلمن حقيقة الأمر و أنا أتمنّع عليهن خوفا من الحسد و الحقد .. فهل حلمت إحداهن يوما أن تكون مدير عام ؟ كل واحدة منهن أقصى أملها أن ترتفع درجة أو تكسب قضية .. أما أنا .. اللهم لا حسد .. أصبحت مدير عام و أنا جالسة في بيتي لا أفعل سوى الضغط على أزرار الكيبورد . يا أرض احرسي ما عليك .
و بعد أن شممت رائحة دمهن المحترق من الكمد و الغيظ وقفت و نظرت في ساعتي و اعتذرت لهن بأني مضطرة للذهاب باكرا إلى حيث عملي الجديد . فلدي مسؤوليات كثيرة جدا .. أشي نقل و أشي حظر و أشي حذف و أشي خناقة و أشي ضرب نار ..
فبهتت زميلاتي و تكلمن في نفس واحد .. حظر و حذف ؟
فسألتهن : أنتم لم تدخلوا منتدى من قبل ؟
فقلن و هن يحاولن ابتلاع الصدمة : نننننننعمممم .. منتدىىىىى
فرددت في براءة : " أيوة منتدى ,, هو حاجة عيب و لا أيه ؟ "
فقالت إحداهن و هي تكاد تلتصق بي و قبضة يديها الضخمة على أنفي الصغير : تقصدي منتدى على النت ؟
قلت لها : " و مش أي منتدى .. دا فيه أدباء و مفكرين و مشاغبين و مسجلين خطر ... يعني بالصلاة على النبي .. مفخخ و مشروع خلية إرهابية قد الدنيا "
فانفعلت زميلتي و قد أخذت ملامحها شكل أهرامات الجيزة : " كل اللي أنتِ عاملاه ده عشان خاطر منتدى ع النت .. روحي يا شيخة ربنا يبتليكي بصاحب موقع يحظرك من لغلوغك "
فرددت بعصبية : " كله إلا لغلوغ المدير العام يا معدومات المناصب .. دي جناية و فيها أشغال شاقة .. و لو شفت واحدة فيكم في المنتدى حعلقها من مرارتها أمام قسم الحوادث "
و ما كان منهن إلا و قد انقضضن عليّ يردن الفتك بي و أنا أنادي الحراس و الأمن و الحاجب و الزملاء أن يخلصوني و ينقذو حياة المدير العام
و كان آخر ما سمعته قبل أن أفقد الوعي " قال مديرة في منتدى .. قال "

كانت معكم من غرفة الانعاش
منورة
المدير العام

محكمة الحب



من خلف قفص الإتهام ظهر الحب , ساكناً ذاهلا , يغمر محياه الحزن , تترقرق الدموع على صفحة عينه اللامعة , يتابع ما يجرى بفكر شارد و عقل لا يستوعب ما يحدث 
لا يتخيل أن يرى نفسه يوماً متهماً بهكذا جرائم 
و قد اكتظت قاعة المحكمة بجمهور غفير من محبيه و من .. أعدائه 

دخل ممثل الإدعاء شامخا مهيبا يتلو قائمة الإتهام الطويلة :


الإدعـــــــــاء


حضرات السادة....

أننا اليوم أمام متهم من نوع خاص ..... متهم على محياه البراءة و الطهر و بداخله كائن مفترس .. بل بركان ممتلىء بالحمم و الجمرات 
متهم فاقت جرائمه كل تصور وتجاوزت كل خيال و جلس على عرش الجريمة عقودا و أزمان
متهم سكن القلوب قبل أن يسكن القصور و البيوت ........
متهم تجده مسطوراً على صفحات التاريخ و بين قصائد الشعراء و دموع المرأة و جنون الرجل .
أتسائل فى أسى ماهى شكل العقوبات التى يستحقها من أشعل الحرائق و جرح و سفك الدماء و أهدر الكرامة
و ذرف الدموع و مزّق القلوب
و ضيّع الأحلام
و التاريخ خير شاهد على جرائمه في حق من أتبعوه
فوا أسفاه على قيس الذي جننه حب ليلى 
وا أسفاه على عنتر الذي ذهب عقله وراء عبلة 
كليوباترا الجميلة و انطونيو .. ما أجملهما من ضحايا له
أننى أطالب يا سادة بمحو كلمة الحب من صفحات الحياه لتكون خالية من الألم و السهر و العذاب و الأسى و الدموع
لتكون لنا أكثر راحة و أكثر سعادة و نكون نحن أكثر عملاً و إنتاجاً و راحة بال

امتلأت القاعة بالضجيج و الهمهمات بين الإستنكار و التأييد
المحكــــمة

من فضلكم الهدوووووووووء يا سادة
و ليتقدم الدفاع من المنصة 



الدفـــــــــــــاع 

يا إلهى لا أتصور أبداً أن يأتى يوم و أجد هذا الكائن الوديع خلف قفص الاتهام و فى هذا الموقف!!!
ماذا حدث ؟ هل اقترب يوم الساعة حتى نجد من سكن القلوب هنا
من أعطى لحياتنا معنى و لون ومذاق و جعلها أجمل و أكثر إشراقاً و ملأ الكون نورا و بهاءا
حتى نجد من جعلنا نتحمل قسوة الحياة و متاعبها و آلامها و عذابها المرير
نراه ها هنا يُحاكم
و على أى شى يحاكم
أنها لمحاكمة ظالمة واهية
آه يا عزيزى الحب كم من جرائم ارتكبت بأسمك و أنت برىء منها
براءة الذئب من دم بن يعقوب
فكم لوثتك خطايا العاشقين و كم ذَبحت براءتك على أُكف الآثمين
و أنت لا حول لك و لا قوة و باسمك تُرتكب جرائم المحبين
إننى لحزين و لم أكن أتخيل يوما أني سأقف هنا
لأدافع عن رمز النقاء
عن معشوق البحر و الأرض و السماء
فتخيلوا أيها السادة هذه الحياه بدون الحب
أرجوكم تخيلوا غياب اللهفة و ضياع الشوق والفرحة
تخيلوا حياتنا بدون ربيع بدون رحيق بدون معنى
هل ستكون حقاً حياة ؟؟
ها هم الجناة الحقيقيون
أيها القلب العاشق
يا من تلهث خلف الحب .. ثم تشكو حرائقه
يا من تستعذب ألمه
و تفعل المستحيل .. كي يسكنك , ثم تتذمر عذابه
أيها المحبين
أنتم من وصمتم الحب و جعلتموه في هذا الموقف المشين
بجنونكم و طيشكم
زرعتم الشوك فى طريق حياتكم
اعتنقتم الألم بسعادة بالغة لتخليد ذكراكم على سطور التاريخ
و الحب برىء منكم و من أفعالكم

بناء عليه
التمس من هيئة المحكمة براءة الحب من جميع التُهم المنسوبة إليه


المحكـــــــمة


الحكم بعد المداولة



أبو العريف .. و قلبي الضعيف !!


عم رجب رجل بسيط جدا .. يتردد على المكتب المجاور لمكتبنا باستمرار .. يحب كثيرا الحديث عن نفسه و بطولاته بدءا من حرب أكتوبر حتى حرب طابور العيش العالمية اليومية
مرورا بصداقته باللواء فلان و العميد علان الذي يهب واقفا بمجرد أن يراه قادما .. و مهارته في كل الأعمال بدءا بالتجارة للنجارة للسباكة ... إلخ و كالعادة كان يسترسل في الحديث عن نفسه بإعجاب خاصة عندما يراني أنصت له و الحقيقة اني كنت أسرح من منتصف الحديث لآخره و لم ينتبه لهذا قط .
آه نسيت أقولكم أن عم رجب بيشتغل مممممممممم الحقيقة لا أعلم تحديدا .. لكثرة كلامه عن صولاته و جولاته في عالم الأعمال
المهم أني رأيت عم رجب مهموما و فهمت من كلامه أنه لم يعد يعمل .. و أردت أن أساعده دون أن أجرح مشاعره .. فتذكرت أن حنفية حمام شقتنا تحتاج تصليح ..
و المسألة بسيطة جدا و قد فعلتها مرارا .. لكن لا بأس .. سأعمل حجتها و أدعوه لتصلحيها
و أعطيه أجرته بالزيادة حفاظا على ماء وجهه .
و بالفعل أعطيته العنوان و جاء في الوقت المحدد و عند باب الحمام تركته بعد أن أشرت له على الحنفية المطلوب إصلاحها و ذهبت لأشاهد التليفزيون و أنا أثق أن الأمر لن يتعدى دقائق فالموضوع بسيط جدا و لن يحتاج مني مراقبة .. لكن الوقت مر و لم تظهر بوادر خير عن إنتهاء العملية حتى توجس قلبي .. فذهبت لأستطلع الأمر .. آآآه .. رأيت عم رجب مسجي على الأرض كأنه جثة لفظت آخر أنفاسها ... فظننت أن مكروها أصابه و تسمرت مكاني و أنا أفكر كيف سأتصرف في هذه البلية التي أوقعت نفسي فيها ؟ و لو مات كيف أفعل و أبرر موته بحمام شقتي ؟ .. ياااا دي المصيبة .. لكن في خضم صدمتي لفت نظري شيئا آخر .. لم أجد الحنفية و لا حتى الحوض بل أني ظننت لوهلة أن هذا ليس حمامي و أنا لست بشقتي.. و صرخت من صدمتي .. فين حمامي يا عم رجب ؟
_ يا أستاذة أصل أصل
_ أصل أيه و فصل أيه .. أنا مش شايفة غير , غير, غير أطلال
_ أصل الحنفية متخلعتش معايا فخلعت الحوض
_ طيب و القعدة أزاي بقت واقفة
_ أصل حطيت الحوض عليها راحت راحت راحت ......
_ و و و و . أيه ده .. فين حمامي يا عم رجب .. راح فين حمامي ؟
_ حمامك في الحفظ و الصون يا أستاذة
_ أنت أشتغلت سباك قبل كدة يا عم رجب
_ لا يا فندم دي أول مرة بس قلت و ماله أدينا بنجرب و نتعلم
_ بتتعلم فيا يا عم رجب .. و أنا اللي كنت فاكراك أبو العريف ؟ ماشي يا عم رجب أهىء أهىء و الله ما مسامحاك يا ظالم
و ظللت أبحث طول اليوم عن من يساعدني و ينقذني من ورطتي اللبني ( آه ده لون حمامي لا مؤاخذة _ أقصد حمامي السابق )

يا ترى فيه في الدنيا كام عم رجب بيدّعي لنفسه ما ليس فيه
و كم مغفل قلبه طيب مثلي يصدق كل ما يسمع
و آآآآه يا حمامي
كان لسة بدري عليك و الله



ضرسي و دموعي و ابتسامتي



عشت يوما عصيباً و أنا اتألم من ضرسي .. و كان الألم فوق احتمالي .. فاتصلت بطبيب الأسنان الذي اعتدت أن أذهب إليه إذا كان هناك مشكلة .. لكن مع الأسف كان في أجازة .. و لأني لا أحتمل الألم خرجت أبحث عن طبيب آخر .. فوجدت مشفى قريبة فدخلتها فورا و حجزت بعيادة الأسنان و دخلت و أنا ارتجف فزعا من رؤية تلك الآلات المخيفة التي يستخدمها الطبيب .. و تمددت على الشيزلونج و راح الطبيب يجول و يصول بمنظاره و آلته المعدنية في فمي ذهابا و أيابا ضاغطا على وجهي تارة و فكي تارة أخرى بعنف غير عادي .. و قد حاولت مرارا أن أشير له عن موضع الألم لكن بلا جدوى و ظل يتجول و يعبث داخل فمي حتى كدت أن اختنق في يده ..
_ أنتِ لازم تعملي أشعة
_ الموضوع خطير كدة يا دكتور
_ انزلي قسم الأشعة حالا و مش ترجعي غير بيها
و جريت عملت الأشعة و رجعت للطبيب و أوصالي ترتجف فزعا
و بعد أن نظر الطبيب في الأشعة طويلا عاد يتجول في فمي
_ خير يا دكتور
_ مش عارف أقولك أيه
_ قول يا دكتور أنا متعودة على الصدمات
_ أحنا محتاجين نعمل عملية و نوصل للعصب و نشق اللثة و نحفر في الضرس ووووووووو
_ كفاية يا دكتور .. أرجوك .. يعني فيه أمل أعيش
_ كله بأمر الله
و خرجت من العيادة لا أعلم من أين جئت و لكني أتيت .. و لقد أبصرت أمامي طريقا فمشيت .. كيف جئت .. كيف أبصرت طريقي .. لست أدري ؟
و بدأت أفكر أن الأجل قد حل و بشائر النهاية تلوح في الأفق .. و شريط ذكرياتي يمر أمام ناظري و أنا أفكر في الحياة و الموت و تخيلت جنازتي كيف ستكون .. و ماذا سيقول الناس عني
_ يا عيني البنية ضاعت في وخزة ضرس .. يا قلبي عليها
_ هيا كانت رزلة بس بنت حلال ..
_ مسكينة كانت فاكرة نفسها أديبة كبيرة ... هييييه دنيااااا
و بدأت أدندن في الطريق .. راااااح ... راااااح خد ضرسي و راااااااح و يبدو أن صوتي كان مرتفعا فسمعت أحدهم يقول .. أبحثي عن ضرسك في مكان تاني .. هنا شارع السعادة مش مدافن العمود
و عدت للبيت حزينة و آثار كدمات يد الدكتور على وجهي و فكي ,, فجزعت والدتي من منظري و كأن أحدهم ضربني علقة ساخنة .. لكني ابتدرتها بحضن عميق و أنا أدعوها أن تسامحني و ترضى عني و تدعو لي .. و قبل أن تفيق والدتي من الصدمة كنت قد دخلت حجرتي و أنا أخفي دموعي و لأول مرة أفكر في كتابة وصيتي
_ اللاب توب لأبن أختي الصغير .. هو طمعان فيه من زمان
_ علبه مكياجي لبنت أختي الصغيرة .. بدلا من سرقتها من وقت للتاني لتلوّن بها جدران المنزل
_ كتبي _ آآآآآه _ ياكنزي الحقيقي .. تذهب لبنت أختي الكبيرة خليفتي في الملاعب .. فلطالما اعتبرتني قدوتها .. و لكن أي قدوة في خالة ماتت في وخزة ضرس و ليس في مظاهرة ؟!
وزادت حالتي النفسية سوءا و ذهبت للطبيب في الميعاد المحدد و معي مصحفي ووصيتي و أوراق هويتي حتى إذا جاء الأجل عرفوا الطريق لأسرتي بسهولة .. آآآه كيف سيكون حالهم و قد فقدوا ابنتهم العزيزة في وخزة ضرس .. و ليس في ميدان أو ثورة ... يا للعار الذي سيعيشون به
لكني لم أجد الطبيب و كان ألمي شديدا بسبب الحفر الذي فعله بضرسي .. فاتصلت بطبيبي الخاص و عرفت أنه موجود و ذهبت إليه محطمة القلب , مجروحة النفس و فتحت فكي عن آخره بين يديه حتى يسهل خروج الروح لبارئها و لا أعذب معي ملائكة الرحمة .. لأجده يقول لي .. خلاص بالشفا
_ شفا أيه يا دكتور ..
_ خلاص حشيت الضرس
_ بس دكتور يوشع قاللي أن الموضوع محتاج عملية و شق و حفر وووووو
_ أنتِ كنتِ عند يوشع ؟ أيه اللي حدفك عليه ؟!!
_ نصيبي يا دكتور
_ تعرفي كل المرضى اللي بره جايين هربانيين من عند يوشع
تخيلي أحدهم جايب معاه كفنه و الآخر في أيده وصيته وآخر أول ما فتح فكه قرأ التشهد بوجهي
_ لا مش ممكن يا دكتور .. قول كلام غير ده !!!
و هنا اتسعت ابتسامتي عن آخرها و بعيني نظرات شريرة .. يا مين يجيب لي يوووووووشع 


قيس و ليلى .. ( منتهى الحب )


قيس
الليل ليـل و الهــــــواء هـــواءُ
و القمر قمر و الحبيب زلنطحي
أنا قيس بن الملّوح يا ليــــــلى
يا بنت عمي بصي و افتـــــحي
ليلى
قيــــس المـغفل عندنـــــــــا
يا مرحـــــــباً و أهلتــــــــــا
كســــــــــرت رجلك البارحة
و اليـــــــــــوم تأتي تتنططا
قيس
يا ليــــــــلى ارحمي مرارتي
تكـــاد تنفقع و تنفجـــــــرتا
افتــــــحي و إلا جنــــــــوني
سيجعلنـــي أعدمك العافيتـــا
ليلى
يا قيـــــس أزعجت الجيران
و الطيـــور السارحـــــــــة
فارحـــــــــــل سريعاً و إلا
أعطيتـــــــك علقة البارحة
قيس
يا ليــــــــلى ادفعي ديونكِ
عليـــكِ خمسين كمبيالتـــا
صبــــرى نفذ يا نــــصابة
سأبلــــغ عنكِ الحكـــومتا
ليلى
قلبــــي يا قيس يتمــــــزقُ
كلما تذكرت عينيك الحولتا
و شعرك المنكوش يفزعني
و كرشك المنفوخ منك يتساقطا
قيس
آه يا ليلى قلبــــي معذبٌ
من طلــّعتــك الفظـيعتـــا
فلا بسمـــة ترد روحي
و لا نظـــــــرةٌ جميلتـــا
ليلى
من أيــــــــن لك يا قــــيس
هذا الجنون وهذه الحماقتا
فلم يكن أبوك مغفــــــــــلاً
و لم تكن أمــــــــك عبيطتا
قيس
تجاوزت حدودك يا ليلى
و أخاف أحطم الضيعتــا
فلست أملك في حبــــــك
إلا الجنـــــون و الكرامتا

قيس و ليلى العصر الحديث



الزواج على الطريقة الفيسبوكية


هو : حبيبتي ,, من الصبح و أنا بعمل لك ( نكز ) ليه مش بتردي
هي : كنت مشغولة و ( بشيّر ) مع صديقتي همسة
هو : بس أن شايفك عند كريم بتعملي ( لايك )
هي : لالالا ده طلع رخم قوي و أضطريت ( أبلّكه )
هو : طيب اعملي لي (ماسج ) عشان أحس أنك فاكراني
هي : ما أنا كل دقيقة أنزل لك يوتيوبات غرااام و انتقام

هو : طيب بابا بيكون موجود أمتى عشان أطلبك منه
هي : بابا بيفتح ( صفحته ) من 3 لـ 10
هو : طيب و ماما
هي : ماما مقيمة في ( جروب ) نساء صغيرات للأبد
هو : يعنى ممكن نعمل جلسة تعارف في (غرفة الدردشة)
هي : طبعا يا روحي .. بس هات معاك ( بوستر) شيك
و تكون مظبط الـ ( البروفيل) بتاعك عشان بابا أكيد حيدخل يشوفه
هو : مش تقلقي أنا كمان مجهز ( الأكونت )عشان لما يشوفه بابا يعمل لي ( لايك لايك لايك )
هى : طيب لو سألك عن السكن حتقول إيه ؟
هو : حقوله عندي ( مدونة ) قسمين و هوم .. موضة آخر حاجة
هي : جميل ,, بس خد بالك ماما بتاعة مظاهر يعنى لازم تعمل ( مناسبة ) كبيرة تعزم فيها كل ( الفريندز )
هو : طبعا يا روحي ,, أنا حعمل ( بارتي ) الفيس بوك كله يشيّره لمدة سنة
هي : ميرسي يا دودو
هو : أنا كمان عامل حسابي نقضي شهر العسل في ( المزرعة السعيدة )
هي : ايه ده .. مزرعة سعيدة ايه .. يااااي و دي في أي جروب
شكلك بخيل من أولها
هو : احنا حنلبخ مع بعض ,, دى صفحتك فيها مليون صديق و مش عايز أتكلم
هي : يا وحش و الله لأعمل لك ( ديليت ) من صفحتي للأبد
هو : و أنا رايح لهمسة صديقتك أطلب ( آد ) 
على الأقل باباها عنده موقع مش بيدج



لماذا البطل لا يموت


اعتدنا في الأفلام السينمائية العربية و الأمريكية و الهندية على فكرة البطل الأسطوري الذي لا يهزمه أنس و لا جان و لا طبيعة و لا يموت كما البشر ,, فرأيناه و هو يقفز من فوق بناية علوها عشر أدوار .. و نحبس أنفاسنا في انتظار الفاجعة و أي فاجعة أكبر من موت البطل ,, لنفاجىء به و قد قام من رقدته يجري كما الليث وسط ذهولنا و خيبة أملنا ..
ثم نجد السيف يخترق أحشائه و تتساقط دموعنا شفقة عليه و لم لا و هو البطل معشوق الجماهير ,, ثم نراه ينزع السيف من بطنه أمام صدمتنا و شهقاتنا المتتالية ,, و نكاد نجزم و نقسم أننا رأينا الرصاصات تخترق صدره و أن الأبخرة تصاعدت من شقوق جسده و لكن يفاجأنا البطل المغوار أنه كان بالصدفة يضع قارورة نبيذ في جيب قميصه فمنعت الرصاص من اختراق جسده ,, و مرة أخرى نجده يخرج من جوف النيران و نجهز أنفسنا لحسرة ما بعدها حسرة و نحن نتوقع أن نراه مسلوخا مشويا كدجاج كنتاكي و نقرر اننا لن نأكل الدجاج مرة أخرى لأنه يذكرنا ببطلنا المسلوخ ,, فنفاجأ به يخرج علينا و قد احترق طرف قميصه الوردي !! 
و نعلم أن ما يحدث غير منطقي و لا يقبله عقل 
و مع ذلك نرتاح أن البطل لازال موجوداً و أن الفيلم لازال مستمراً
و الغريب أننا صرنا نطبق هذا اللامنطق على حياتنا ,, فلا نستسيغ و لا نتخيل و لا نقبل أن البطل قد يموت 
شُنق صدام حسين أمام اعيننا و هو ينطق الشهادتين و لكن لم نصدق ,, و انطلقت مخيلتنا السينمائية تصور لنا أنه شبيه صدام و أن صدام يعيش في نفق تحت الأرض أو في كهف معزول أو أن العدو يحتجزه لشأن ما سيظهر في حينه 
ثم يُقتل أسامة بن لادن و نرى الجثة و لا نصدق ,, و سرعان ما تعمل مخيلتنا بسرعة ,, أسامة لم يمت لم يمت ,, هذه فبركة امريكية و ملعوب غربي لن نصدقه و لن تخيل علينا هذه الألاعيب الغربية و ارتاحت نفسيتنا لفكرة أن البطل موجود و لازال الفيلم مستمراً
و عندما أغتيل القذافي لم نستطع في البداية استيعاب الحدث و أن الرجل الأخضر قد مات ,, لكننا رأينا وقائع القتل صوت و صورة و العين لا تكذب ,, فأجبرنا عقولنا على التصديق و بعد أن صدقنا حاولنا أن نصنع له بطولة مزيفة ,, ليظل الفيلم الشيق مستمراً

( فالبطل لا يموت )

هل هذه جناية غسيل عقول صنعتها بنا الأفلام ؟

أم أننا شعوب تعشق فكرة البطل حتى لو كان شرير ؟

جعلوني مجرمة


طلبت مني إحدي صديقاتي الشاعرات أن أنفذ لها فيديو لإحدى قصائدها ..قلت لها غالي و الطلب رخيص ,, و بعد أن صممته و رفعته على قناتي ع اليوتيوب .. وضعت الرابط في صفحتها ع الفيس بوك ,, لكنها أرسلت لي أن اليوتيوب لا يعمل عندها مما اضطرني لرفع الفيديو مباشرة من جهازي لأفاجىء بمنشور طويل على صفحتي من ادارة الفيس بوك بالعربي و الانجليزي
يعلمني بحذف الفيديو و يوجه اتهاما لي بأني حملت فيديو من جهازي و نسبته لنفسي 
و هذا الفيديو له حقوق فكرية لطرف آخر ( اللى هو أنا ) 
لأن الفيديو سبق تحميله على اليوتيوب و نزل رابطه الفيس بوك 
و من ثم أصبح له حقوق فكرية
المهم أنهم وضعوني أمام اختيارين : 
أما أن اعترض على حذف الفيديو المحمل من جهازى و أملأ استمارة بها اسمى و عنوان بريدي و رقم هاتفي و ان اقر ان الفيديو ملكي
أو أضغط على الزر أدناه ( إعتراف ) و هو اعتراف مني ان الفيديو ليس لى و انى تعديت على حق الطرف الآخر ( اللى هو أنا )
و بالطبع ضغطت على رابط الاعتراض و ملأت البيانات كاملة
و ظللت طوال الليل أضغط على زر رفع الاعتراض بلا فائدة
حتى انهكني التعب و السهر
و لم اجد وسيلة أتخلص بها من منشور الادارة في صفحتي
الذي كان ملتصقا بها كصحيفة اتهام مخزية
سوى أن أضغط على زر ( إعتراف ) مكرهة 
و أنا اتميز غيظا و قهرا 
فبعد أن كان لدي صحيفة إبداع 
أصبح لدي صحيفة سوابق
و حتى الآن لا أعرف ما هى العقوبات التي ستتقرر علىّ بموجب إعترافي
لأنى تعديت على أحدهم ( اللى هو أنا ) و نسبت الفيديو لي بدلا من صاحبه الاصلي ( اللى هو أنا )


أهىء أهىء عاااااااا
أنا محتاجة محامي



أنا رئيسة جمهورية


أنا : قررت أرشح نفسي في انتخابات الرئاسة و إياكِ إياكِ تحبطيني
أنا : ما ترشحي نفسك إيه المشكلة ؟
أنا : حتقولي لي أني طول عمري ماليش في السياسة و لا بحبها
أنا : و فكرك الناس دي كلها حريفة سياسة أو بتفهم فيها ؟
أنا : كمان مفيش عندي فلوس أدفعها للطبيلة و الزميرة و الدعاية
أنا : سهلة جدا ,, أصحاب المصالح حيدفعوا دم قلبهم 
أنا : و كمان مفيش عندي إنجازات من أي نوع .
أنا : و فكرك اللي مرشحين نفسهم عندهم إنجازات ؟؟ دا أغلبهم عندهم كوارث و سيئات 
أنا : بس أنا مليش علاقات اجتماعية واسعة و لا مشاريع اقتصادية كبيرة
أنا : احضري أفراح و مياتم و سلمي ع الناس في الرايحة و الجاية و طلّعي إشاعة إنك حتبني كام مصنع و مستشفى و جامع و مدرسة و دار أيتام
أنا : حيلك حيلك ما جيراني و معارفي عارفين البير و غطاه 
أنا : قولي إنك ورثتي عمك اللي عايش في دبي طول حياته
أنا : طيب أنا مش بعرف أتكلم في السياسة كويس
أنا : احفظي كام مصطلح على كام جملة سياسية تخض و أنتِ حتعَدي
أنا : مش أحسن أبدأ السلم من أوله و أشارك في حزب و أتعايش مع المجتمع السياسي
أنا : و لما تخلّصى كل ده حتكون رجلك و القبر
أنا : صح ,, يبقى لازم أبدأ من دلوقت ,, و خير الترشيح عاجله 
أنا : بس فيه مشكلة صغيرة جدا جدا
أنا : خير ,, قلقتيني

أنا : مين المغفل اللي ممكن يعطيكي صوته ؟؟ 

****



في بيتنا عريس

زمــــــــــــــــان


ابو العروس يجلس منتفخ الأوداج مرفوع الحاجبين و الشاربين في جلسة عظمة بعد أن يضع قدم على قدم أمام العريس الذي يجلس أمامه منكس الرأس ,, يمسح عرقه في خجل ,, و لا يرفع رأسه أمام عمو الحاج بعد أن يقدم هدية العروس و زيارة تليق بالمقام
أبو العروس : أسمك و سنك و عنوانك و مهنتك و رقم بطاقتك و ملف حالتك الإجتماعية و الأسرية
العريس : أنا فلان الفلاني أعمل موظف درجة سادسة ,, عندى شقة حجرتين و عفشة مية و مرتبي أربعة جنيه و كامل من مجاميعه يدوب عايزها بشنطة هدومها
ابو العروس : مش بس كدة أنت عليك شبكة و مهر وووووو
العريس : حاضر يا عمي ,, بس تسمح لي ألقي نظرة ع العروسة 
ابو العروس : أبقى شوفها ليلة الزفاف 
العريس : حاضر يا عمي اللي تشوفه
أبو العروس : ربنا يتمم بخير



الآن



العريس يجلس منتفخ الأوداج مرفوع الحاجبين و الأذنين ,, داخل البيت أيده فاضية يعني أيد ورا و أيد قدام ,, يجلس أمام أبو العروس ,, قدم على قدم و أم العروس تقدم كل ما لذ و طاب و العريس ياكل بطفاسة كأنه مش أكل من ألف عام

العريس : بياناتك يا عمي ,, أسمك بالكامل ووظيفتك و درجتك الوظيفية و حالتك المادية أهم حاجة حالتك المادية ,, عندك شقة أسكن فيها و لا حتسكّني معاك ,, و يا ترى حتجيب الجهاز من هنا و لا حتستورد ,, انا بنصحك تستورده عشان يعيش معانا لآخر العمر 

أبو العروس : طيب بالنسبة للشبكة و المهر
العريس : شبكة ايه و مهر ايه يا عمي ,, أنت بتشتري راجل ,, و كفاية اني تنازلت و جيت أتجوز بنتكم .. هو فيه حد لاقي جواز الأيام دي
و بعدين فين الأمورة عايز اعاينها .. 
ابو العروس : تعاينها ازااي يعني 
العريس : يعني اخرج معاها خمسين مرة ع الاقل على حسابها طبعا 
ابو العروس : ليه بقى ان شاء الله
العريس : لازم يا عمي اختبر أخلاقها و كمان أتعود عليها ,, انت مش بتتفرج على أفلام أجنبي و لا ايه ,, أنا قلت اخرج معاها مش أعيش معاها لسمح الله
أبو العروس : أمشي ياد ,, مفيش عندنا بنات للجواز
العريس : أنتم الخسرانين و الله ,, أنا لقطة و الطلبات عليا كتير
و فيه ييجي عشرين عروسة مكلمين عليا







خالتي بهية زعيمة سياسية 


( 1 )


خالتي بهية ست بيت شاطرة ,, و كمان حمى مفترية
مش تعرف في الدنيا غير ,, المناكفة و الحشريـــــة
و في يوم صَحت على دوشة ,, قال ايه ,, مظاهرة ثورية
قالت فيه ايه يا ولاد ,, ما العيشة حلوة و طعمة و هنية
و بناكل الفول الصبح و الظهر و العصر و نتعشى بالطعمية
قالوا اصحي يا خالة دا فيه كافيار و سيمون فيميه و مهلبية
قالت و ده ايه يا ولاد طمنوني ,, مسحوق غسيل و لا عسلية
قالوا لها يا خالة فتّحي مخك معانا ,, حقّك سرقوه الحراميـــة
خالتي بهية رقعت بالصوووت لما عرفت أنها يا ولداه ضحية


و لحد كدة الحكاية مش منتهية

( 2 )


خالتي بهية لبست الشال و جري على ميدان الحرية
و لقت زحمة و هيصة وثورة و ناس عقولها متغذية
و نسيت العيال و أبو العيال و نصبت خيمة م الفجرية
و لما سقط النظام هات يا زغاريد و رقص للصبحية
و هات يا فشرعن أعمالها ,,, و بطولاتها الوهمية
و كلام في الأعلام و الفضائيات و تصريحات حمارية
قلت أما أروح أعقّلها ما خلاص فضيحتنا بقت عالمية

استنوا ,, الحكاية لسة فيها بقية
( 3 )

لقيت خالتي بهية ع النت عاملة صفحة فيسبوكية

قال ايه ,, مرشحة نفسها ,,, رئيسة جمهورية
قلت و ماله يعني جت عليكِ ,, يا خالتي بهية
و لما بدأت اكلمها لقيتها ,, زعلانة و عصبيـــة
و بقت تتكلم عن الفلول و التطهير و الديمقراطية
و لابد و حتماً من اضرابات و اعتصامات و مطالب فئوية
أومال ايه ,, البلد لازم يكون فيها كافيار و عدالة اجتماعية
يا خالتي فوقي ,, و اسمعيني ,, لتلبسي السلطانية

ما الحكاية كدة ,, شكلها مش طبيعية

( 4 )


قالت امشي يا فلولية ,, انا عندي مؤتمرات شعبية
مع المشير و المرشد و ابو علماني و البرادعية
ازاي بس و ليه ,, أنا بحلم و لا دي حكاية حقيقية
يا نااااااااااس صدقوني ,,,, بدل ما اروح العباسية
خالتي بهية مش بتفهم غير في المحشي و الملوخية
لما أروح ألحقها خالتي حبيبتي ,, دي حالة انسانية
قابلني جوزها قاللي ,, خالتك في الجامعة العربية


أهىء أهىء عااااااااااااا خالتي وصلت يا حقودية

**************************************************************
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

يحيـــا العدل


القضية رقم 43

أنا : حاضرة يا فندم منــ ....
القاضي : أدخلي في الموضوع يا أستاذة
أنا : طيب أثبت حضوري الأول ..
القاضي : طلباتك يا أستاذة 
أنا : أطلب براءة المتهم من ...
القاضي : القرار آخر الجلسة 
أنا : يا فندم أنا لسه مش قلت دفاعي و دي مسألة حياة أو موت 
القاضي : طيب بسرعة يا أستاذة عشان وقت المحكمة الثمين 
أنا : بادىء ذى بدء 
القاضي : أحنا لسه حنبدأ من الأول 
أنا : دي مقدمة حضرتك عشان أدخل في الموضوع 
القاضي يضرب يده على المنصة بنفاذ صبر 
أنا : الدفع الأول 
القاضي : تمام ,, أدخلي بقى ع الدفع الثالث 
أنا : يا فندم هو أنا لسة قلت حاجة ,, أعطيني فرصة أترافع ,, المشرحة بتبعت لي جوابات شكر و المفتي بيبعت لي رسائل تهديد عشان مش عارف ياخد أجازة بسببي 
القاضي : يا أستاذة راعي أن فيه قضايا تانية غيرك
أنا : صبرك عليا يا فندم و اعطيني دقائق ألخص دفاعي
القاضي : يا أستاذة أنت بتضيعي وقت المحكمة 
أنا : أرجوك لا تصادر على حقي في الدفاع
القاضي : و كمان بتهيني المحكمة 
أنا :,, يا فندم استنى بس ......
القاضي : قررت المحكمة براءة المتهم و أحالة أوراق المحامية إلى فضيلة المفتى


المتهم : يحيـــا العدل


*********************************************************************
الحكاية الأولي

قالت له و ملامح الأسى على وجهها ,, و دموعها الغزيرة تنساب كنهر على خدها الوردي ,,
.. مش قادرة أتحمل أكثر ,, أنا بموت كل يوم و أنت جنبي بتشخر ,,
عملت كل اللى أقدر عليه ,, اتحملت كتير كتير ,,
سديت أنفك بملايات السرير
ركبت لبقك فلاتر
رميت عليك المرتبة الأسمنت ,, اللى عملتها مخصوص عشانك يا حبيبي
و قلت يمكن يمكن ,, ربنا يريحني منك ,, لكن واضح ان ربنا كان بيعاقبني ,, كانت فين عنيا و أنا بقوم بالعملية الفدائية دي
و كل ده عشان أعاند مع سوسو بعد ما أتراهنا عليك ,, مين تقدر توقعك الأول ,,
و بابا وافق عليك عشان يرتاح مني ,, أهىء أهىء
ماشي يا بابا ,, انا كمان رديتها لك و قلت لماما على جوازتك من أرملة صاحبك
سامحيني يا حبيبي ,, يا تطلقني بهدوووووء يا أخلعك بالذوووووق
أنا من يوم ما اتجوزتك من عشر أيام ,, مش عارفة أنااااااام
اظن كفاية أني اتحملتك كل دة ,, و كنت نعم الزوجة الصابرة على البلاء
فين الكوفرته أمسح نهر دموعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق