الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

سليلة البحر




قالوا :
يا سليلة البحر
يا أبنة اللون الأزرق .. و الموج
اكسري مرايا القلب
لحزنك آية .. تتجلى على محياك
قلت :
ما أنا بفاعلة
لحزني مهابة الصمت
في مواكب الراحلين

قالوا :
 يا سليلة البحر
كيف تتسلقين ذاكرة الشمس
و قد أطفئوا منارتك
مذ عاصفتين أو أكثر
و المد على خارطة الربان
يطمس ملامح " الزيتون "
قلت :
بقلبي شتلات جمر
فمن يطفىء الحقيقة
عند  اندلاع النهار ؟

قالوا :
يا سليلة البحر
الأشّرعة على كف الطغاة
تنذر بالعبور
و السفن طوفان ظلم
أشلاء حديقتك
نبوءة العرافين
و ياسمينك  كابوس الغول
فمتى تهطل غيمتك
على الأرض اليباب ؟
قلت :
إشراقتي أسطول ضوء
فمن يحجب الصباح
عند انتفاضة نبض ؟


قالوا :
يا سليلة البحر
على سطح الماء تشتعل الرزايا
و الموج عازف حزين
فمتى تبصرين الريح
تحمل شهقات الغرقى ؟
قلت :
مازال لحني يولد من السماء
و الأرض أغنيتي
سأصطاد من ميراث جدي
وديعة المجد
و على قرص القمر
سيكون عرشي

أمام عشب عينيك .. أنسى




أكتب لك  ..
و بذاكرتي 
الكثير من التفاصيل و الكثير من الوهم
و أمام طاولتك أبعثر أوراقي
كنت سأنسى ..
دائما ما أنسى أمام عشب عينيك
كل ما أردت قوله
لا أعرف كيف يحدث هذا
لكنه يحدث و دائما ...
أعود لطاولتك لأفسح مكانا لي قرب أنفاسك
لكنهما يؤرقاني كثيرا
سيجارتك و فنجان قهوتك
يحتلان فيك مساحتي المفضلة
فمتى يقترفان الغياب في حضوري ؟
كنت سأنسى
و دائما ما أنسى .. أمام عشب عينيك
كل ما أردت قوله
قطعت تذكرتين إلى مدينة الربيع
لي و لك
أعلم أنك ستبدو أجمل
من كل الأزهار
ستغار كل الفصول حين تختص الربيع بحضورك
أم .. هو الربيع ما يحضر فيك ؟
لا أعلم كيف اختزلت الحياة
في ابتسامتك الدافئة
في نبضك المتوهج
في وجودك الطاغي
كنت سأنسى
و دائما ما أنسى أمام عشب عينيك
كل ما أردت قوله
أحتاج لمساحة خرافية
من غيابي فيك
من حضورك فيّ
لأعيد ترتيب نفسي
لأكون هنا .. و هنا .. و هنا
دائما و أبدا
لا يهم أن تلملمني أو تبعثرني
أن تعيد تشكيل تفاصيلي
على مقاس حبك
أو تصنعني امرأة أخرى
لم أعرفها قبلك
ما يهم
هو أن أكون فيك
هنا .. و هنا .. و هنا